"أطلس التبغ": دخان السجائر يقتل نصف المدخنين الدائمين
يحتفل عدد كبير من سكان العالم فى الحادى والثلاثين من شهر مايو فى كل عام باليوم العالمى لمكافحة التدخين، لتشجيع المدخنين على الامتناع عن استهلاك جميع أشكال التبغ مدة أربع وعشرين ساعة فى جميع أنحاء العالم، كما يسعى المحتفلون بهذا اليوم بشكل أكبر، لجذب الاهتمام العالمى حول السيطرة بشكل واسع على استخدام التبغ، بعد التأثيرات الصحية الخطيرة التى يحدثها فى المدخنين، وتنشر «الوطن» النسخة الخامسة من «أطلس التبغ» 2015 وهو من إعداد مايكل إريكسن، وجوديث ماكاى، ونيل شلوجر وفرهد إسلامى جوميشتابيه وجيفرى دروب.
ويمكن لتدخين التبغ أن يؤثر على خلايا الدماغ بشكل سلبى، فقد أظهرت عدةً دراسات وجود ضمور فى المادة الرمادية فى دماغ المدخنين، مما قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالخرف، كذلك فإن الأطفال الذين وُلدوا لأمهات كن يدخن أثناء الحمل يعانون من تغيرات عصبية مماثلة لتلك الموجودة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة، أما فى الفم والحلق فيؤدى إلى سرطانات الشفاه والفم والحلق والحنجرة والبلعوم، والتهاب الحلق وضعف حاسة التذوق، كما تكون رائحة الفم كريهة، ويؤثر التدخين على الكبد أيضاً ويؤدى إلى سرطان الكبد، ويحتوى دخان التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية، والمئات منها سُمى ويؤثر بشكل سلبى على كافة الأجهزة الحيوية فى الجسم.
ويحذر التقرير من أن هناك ما لا يقل عن 69 مادة مسرطنة فى دخان التبغ، التى قد تتسبب فى العديد من أنواع السرطان، والتدخين يزيد من خطر التعرض للوفاة جراء مرض القلب الإقفارى أكثر من مرتين ونصف، وللوفاة جراء سرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوى المزمن 20 مرة، وقامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف التبغ غير المدخن بأنه مسبب مُثبَت للإصابة بسرطانات الفم والمرىء والبنكرياس، كما يعرض التبغ غير المدخن إلى جانب النارجيلة والسجائر منخفضة القطران المتعاطين للمواد المسرطنة التى توجد فى دخان السجائر.
ويؤكد التقرير انتشار التدخين السلبى فى أوساط البالغين من سن 15 عاماً، بين من ارتادوا مطاعم خلال الثلاثين يوماً الماضية. واستناداً لمسح تم فى 15 بلداً منخفض ومتوسط الدخل من 2008 إلى 2011، وُجد أن 61% من الناس على استعداد لجعل منازلهم خالية، من التدخين طوعاً، إذا تم حظر التدخين فى أماكن العمل والأماكن العامة، والتعرض للتدخين السلبى يتسبب فى الإصابة بالعديد من الأمراض مثل التدخين العادى، فهو يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 30%، وسرطان الرئة فى الخلايا الصغيرة بنسبة % 300، وبمرض القلب التاجى بنسبة 25%، فالتعرض للتدخين السلبى قتل أكثر من 600000 من غير المدخنين فى عام 2010.
وأشار التقرير إلى أن النيكوتين مادة مسببة للإدمان، بالإضافة إلى كونها سامة للغاية عن طريق الاستنشاق، أو الملامسة بالجلد، أو إذا تم ابتلاعها، يمكن أن يزيد النيكوتين من ضربات القلب وضغط الدم ويسبب الدوار والغثيان وألم المعدة، وقد يزيد استنشاق هذا المنتج من سوء أمراض الجهاز التنفسى القائمة، النيكوتين هو العامل المسبب للإدمان فى السجائر، فالسجائر تقتل ما لا يقل عن نصف مستخدميها المستديمين، وبالرغم من ذلك فإن شركات التبغ تستمر فى البحث عن طرق «أكثر سلامة» أو أقل ضرراً لتقديم النيكوتين للمستهلكين، وبينما الدخان الناتج عن احتراق السجائر هو أكثر جوانب التدخين فتكاً، لا يعنى هذا أن النيكوتين غير خطير، ويؤثر النيكوتين على الجهاز العصبى والقلب، وتتضمن تأثيرات النيكوتين على الجسم ضعف الشهية وتغير المزاج وارتفاع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والشعور بالغثيان والإسهال، كما تتضمن أعراض الانسحاب النهم الشديد والتوتر والاكتئاب والصداع وزيادة الشهية وصعوبة التركيز.