كالعادة: أزمة أجور.. وفضائيات متعثرة.. والتسديد «حين ميسرة»
فى الوقت الذى استعد فيه النجوم لخوض موسم الدراما الرمضانية، بشحذ مواهبهم التمثيلية، والدخول فى مباريات أداء قوية، لتتناقلها شاشات العالم العربى خلال الشهر الكريم، يقف منتجو المسلسلات على جبهة القتال للانتهاء من أعمالهم مبكراً، مع التخوفات والمشكلات التى تواجههم طوال الوقت، وأزمات التمويل التى ازدادت حدتها مع تأخر القنوات الفضائية عن سداد دفعات مسلسلات العام الماضى، أو العام الذى سبقه، على طريقة سندفع «حين ميسرة»، ناهيك عن ارتفاع الأجور وتكاليف الإنتاج، بالتزامن مع انخفاض نسبة الإعلانات بشكل كبير، وغيرها من الأزمات التى أثرت على صناعة الدراما التليفزيونية، ورغم كل هذا استمر الإنتاج بل ارتفع نسبياً عن الأعوام الماضية، وهو ما أكده منتجو الدراما التليفزيونية.
وأكد المنتج محمود شميس أن معدلات الإنتاج فى الموسم الرمضانى لهذا العام، متوسطة إلى حد كبير، وهو ما يجعل الصناعة تميل إلى الانتعاش الفنى، مشيراً إلى أن غياب بعض النجوم الكبار عن السباق الرمضانى هذا العام، لم يؤثر على التوزيع، أو يسبب فجوة على الساحة الفنية، لأنه يخضع للعرض والطلب.
وتابع «شميس»: «الفضائيات المصرية تشترى المسلسلات بشكل أكبر من الفضائيات العربية، التى غالباً ما تكتفى بعمل واحد أو اثنين على أقصى تقدير، معتمدة على مجموعة من العوامل الفنية».
وفيما يتعلق بتعثر الفضائيات، وعدم سداد المبالغ المالية المستحقة من العام الماضى، قال شميس: «هذا هو النظام المتبع خلال الفترة الماضية، بسبب الأزمة المالية وتبعاتها، ويجب علينا كمنتجين أن نكون أكثر سلاسة، فى التعامل مع هذه الأزمة وتحملها».
بينما يرى المنتج أحمد الجابرى أن موسم الدراما الرمضانى هذا العام، يسير ضمن المعدلات العادية، مقارنة بالأعوام السابقة.
وقال «الجابرى»: «على العكس مما يقال عن زيادة الأعمال، لم يعد الموسم الرمضانى مكدساً بالمسلسلات ككل عام، فى الوقت الذى حققت فيه مسلسلات نجاحاً ملحوظاً خارج السباق الرمضانى، وهو ما يجعلنا غير مقيدين بموسم معين».
وأشار «الجابرى» إلى أن القنوات العربية تهتم بعوامل المهنية، وتعتبر الأكثر التزاماً تجاه المنتجين، فيما يخص التعاقدات، وهو ما يؤدى إلى تفوقها على عدد من المحطات الفضائية، باستحواذها على الأعمال الأفضل وبالتالى تحقيقها نسبة مشاهدة مرتفعة، وهو ما يجب أن تلتفت إليه القنوات المصرية، التى يجب أن تراجع موقفها، مؤكداً أن استمرار التعثر المادى لبعض القنوات، ليس فى صالحها.
وأضاف: «أزمة تعثر الفضائيات يعانى منها المنتجون، خاصة فى ظل زيادة الأجور، والارتفاع المتزايد لتكاليف الإنتاج، ويجب أن نراجع أنفسنا مرة أخرى كمنتجين وممثلين وقائمين على العمل الدرامى، إضافة للقنوات الفضائية، لأن ما يحدث ليس فى صالح صناعة الدراما».
ومن جانبه يرى المنتج ممدوح شاهين، أن الموسم الدرامى دائماً ما يكون موسم توازنات فنية، فالعام الماضى نافس أحمد عز، وهذا العام يعود أحمد السقا، وفى ظل غياب أسماء مقابل أخرى، يظل العامل الأساسى هو الحفاظ على التوازن الفنى، ورغم ظهور البطولات الجماعية ضمن أعمال رمضان، فإنه يبقى موسم «النجم الأوحد»، وهو ما يعتمد عليه المنتج فى التوزيع، وتعتمد عليه القنوات الفضائية فى الإعلانات.
وتابع شاهين: «زيادة الأسعار سمة مستمرة فى رمضان كل عام، والنجم يرفع سعره وهو يعلم أنه يتناسب مع هذا الرقم، ويستطيع تحقيق أرباح تتجاوزه، وقد اعتدنا على ذلك ولكن المنتج الجديد هو الأكثر تضرراً من تعثر القنوات فى تسديد الدفعات المالية للمسلسلات، ولا يعانى المنتج القديم من هذه المشكلة، لأن الصناعة دائرة مغلقة، فيتعامل مع القنوات بشكل موازٍ لعملية الإنتاج، لأن العمل الدرامى يمثل للمنتج مسئولية تجاه مستقبل صناعة الدراما».
ويرى المنتج صادق الصباح أن تضخم الأجور، وزيادة الميزانيات المخصصة للمسلسلات، له تأثير سلبى على التسويق بشكل كبير، خاصة مع استمرار أزمات القنوات الفضائية، التى أرجعها إلى سوء التنظيم، والتنافس بين الوكالات الإعلانية.
وأضاف «الصباح»: «غياب التليفزيون المصرى منذ ثورة يناير، أثر بشكل كبير على صناعة الدراما، بعد أن كان لاعباً أساسياً فيها، ولكن دوره تحول إلى دور مكمل، ولم يعد ينافس بشكل كبير، وفى نفس الوقت دخلت بعض الفضائيات العربية، لتحل محله كنوافذ تسويق للدراما التليفزيونية».
وقال المنتج جمال العدل، إن معدلات إنتاج موسم الدراما الرمضانية لهذا العام، جيدة للغاية، وتستدعى تقديم الشكر لكل العاملين بالصناعة، لقدرتهم على العمل والإنتاج فى ظل تلك الظروف الصعبة، والأزمات المتكررة.
وأضاف «العدل»: «لا أخاف من المنافسة بـ3 أعمال، لأنها مختلفة عن بعضها البعض، كما أنها تختلف عن الأعمال المطروحة خلال شهر رمضان، خاصة أن المنافسة تخلق الجودة والتميز». وتابع: «غياب التليفزيون المصرى أثر بشكل كبير على صناعة الدراما فى مصر، فالتليفزيون المصرى هو الذى يمثل الشعب، وبالتالى من الضرورى عودته بقوة مرة أخرى، فى الوقت الذى لم تنجح القنوات الفضائية فى احتلال مكانته التى ما زالت فارغة». وفيما يتعلق بأزمات المنتجين مع القنوات الفضائية، يرى «العدل» أنها أزمة مستمرة طوال الوقت، وهى ما جعلت بعض المنتجين ينسحبون من إنتاج أعمال جديدة هذا العام.