"داعش" يطلق "دوريات اللحى" لمعاقبة حليق الذقن بالموصل.. ولا حجة للمريض
وزع تنظيم "داعش" الإرهابي، منشورات في مدينة الموصل، تحرم حلق اللحى، واعتبار طلقها أمرًا إلزاميًا بدءًا من اليوم.
وحسب الكتيب، الموزع في المدينة، فحلق اللحية ليس معصية فحسب، إنما مجاهرة بالمعصية"، معززًا كلامه بأحاديث نبوية.
وأعرب ليث أحمد، عن قلقه من هذا القرار، قائلاً "كلما نظرت في المرآة أخشى ما قد يحدث لي".
وأوضح الشاب الأمرد، البالغ من العمر (18 عامًا)، الذي لم يفصح عن اسمه الحقيقي خوفا من العقوبة أن "شعر وجهي بطيء في النمو خصوصا في سني"، مؤكدًا خوفه منهم لأن تعاملهم قاس جدًا مع أي شخص يعارض أو يتجاهل تعليماتهم".
وتابع "أعمل في فرن للخبز، وهذا يعني أنه يتوجب مغادرة المنزل والاحتكاك مباشرة مع مسلحي داعش يوميًا".
وتشكل الموصل، مختبرًا لتأسيس دولة الخلافة ليس عسكريًا فحسب، إنما لتنظيم كل الأمور ابتداءً من التعليم إلى أوقات فتح المحلات التجارية.
من جانبه قال علي ناظم، (30 عامًا - سائق تاكسي - من أهالي الجانب الشرقي للمدينة)، إنه لم يكن قادرًا على إطالة لحيته أو حتى شاربه بسبب مرض "الطفح الجلدي" الذي يعاني منه.
وقال إنه قدم تقارير طبية إلى ديوان "الحسبة"، "لكنهم لم يابهوا، وقال أحدهم لي من الأفضل لك البقاء في البيت إذا قمت بحلاقة ذقنك".
ويقول علي، "يجب الاختيار بين الإصابة بالمرض أو المخاطرة بالتعرض للجلد أو السجن، لتأمين معيشة عائلتي".
وكان عناصر طالبان أفغانستان، ينشرون ما يطلق عليه دوريات اللحى التي قد ترسل الرجال إلى السجن لمدة تتراوح بين 3 أيام إلى أسبوع حال حلقوا لحيتهم.
لكن سكان الموصل يقولون أن عناصر التنظيم وضعوا سياسة أكثر تشددًا على حلاقة اللحى، من خلال فرض قوانين خاصة.
وتقول "أم محمد"، وهي مدرسة، "كلنا نعرف أن داعش تحاول أن تفرض هذه القوانين غير المقبولة على النساء بارتداء الخمار وفرض إطالة اللحى للرجال".
وتضيف "يريدون جعلنا دروع بشرية خلال العمليات العسكرية لتحرير الموصل، التي تلوح بالأفق، وهم يريدون للموصل أن تكون مكتظة بالسكان".
ويقول أحد عناصر الأجهزة الامنية الذي لايزال يسكن في الموصل ان عناصر التنظيم تستخدم مركبات اقل ظهورا في الاشهر الماضية.
وأوضح "على سبيل المثال، أن عناصر داعش تستخدم سيارات مدنية لا تحمل علامات، وتركوا استخدام اعلام التنظيم والسيارات العسكرية التي استولوا عليها في الموصل".
وأضاف أن "قرار إطالة اللحية الجديد يحمل نفس الغاية، أنهم يريدون الاختفاء وراء صفوف المدنيين من خلال جعل الكل ملتح".