التفاصيل الكاملة لأزمة تهجير 6 أسر من أقباط "كفر درويش" في بني سويف
في قرية كفردرويش ببني سويف، اشتعلت الأحداث في شكل "طائفي" مرة أخرى، ووصلت الأمور إلى تهجير قسري لبعض الأسر القبطية من القرى، بعد اشتداد الأزمة دون حلها، وسط تجاهل إعلامي وأمني، في الوقت الذي تداولت فيه مواقع التواصل الاجتماعي الأزمة، لتلتقط بعدها الفضائيات ما يحدث في القرية.
كانت البداية كما رواها الدكتور ياسر يوسف، الباحث في الشأن القبطي، والمطلع على الأزمة منذ بدايتها، عندما نشر أحد أبناء القرية ويدعى أيمن يوسف مرقص، يعمل في الأردن، يقال إنه "لا يعرف القراءة والكتابة" رغم امتلاكه حسابا على موقع "فيس بوك"، صورة اعتبرها البعض "مسيئة"، دون أن يعلق عليها بشيء، فرآها بعض أهالي القرية الذين ثارت حفيظتهم، وتوجهوا بدورهم إلى عمدة القرية، الذي نظم جلسة عرفية لحل المشكلة.
طلب الأهالي المشتكين في الجلسات العرفية التي عقدها عمدة القرية، تهجير أسرة الشاب (28 عاما)، "زوجته وأولاده"، فوافق والد الشاب، ثم تطور الأمر لطلب دفع مبلغ قدره 250 ألف جنيه، تم تقليلها إلى 50 ألف ووافق والد الشاب أيضا، ثم تطور الوضع لطلب عمل "صوان" في القرية، تحضره كبار العائلات والمأمور ومدير الأمن، ويقدم والد الشاب المتهم بالازدراء كفنه.
كادت الأمور أن تنتهي بتهجير أسرة الشاب، إلا أن هناك أطرافًا تنتمي لجماعات متطرفة، ناقشت عمدة القرية، وأكدت له أن تهجير الأسرة ودفع مبلغ من المال، ثمن قليل بالنسبة لما حدث من ازدراء للدين، ليتطور الأمر بعدها لطلب تهجير والد الشاب (80 عاما)، ووالدته (79 عاما)، وتهجير أشقاء الشاب الأربعة وزوجاتهم وأولادهم "خلال ساعات قليلة" -كما أخبرهم العمدة- وأكد لهم أنه لن يستطيع هو أو قوات الأمن حمايتهم في حال قرروا البقاء في القرية وعدم المغادرة، لتهاجر الأسرة القرية بالفعل.
لم يهدأ الموضوع بتهجير 6 أسر من عائلة الشاب المتهم بالازدراء، كما أوضح الباحث القبطي لـ"الوطن"، مضيفًا "زاد الأمر بتحريض من أهالي القرية الغاضبين، بعد ظهور أحد المهجرين على أحد القنوات الفضائية، واتهم العمدة بأنه (إخواني)، ويقال إن العمدة اتجه للكنيسة وقابل كاهنها والأقباط الموجودين بها، ووعدهم بحل الأزمة، مستنكرا اتهامه بـ(الأخونة)".
تفاقم الأمر الذي خرج عن حدود عائلة ذلك الشاب، بل تم استهداف بيوت الأقباط ومواشيهم وإشعالها، وإحراق منزل خال أمس كاملا، ما دفع الأمن إلى النزول لشوارع القرية، وفرض حظر تجول بها، كما انتشرت قوات خاصة اليوم بالقرية، في محاولة لاحتواء الأزمة وحلها.
وأشار الدكتور ياسر يوسف، إلى أن المحافظ اجتمع مع مدير الأمن، لبحث عودة الأسر المهجرة، إضافة إلى إعداد لقاء بين الجانبين من الشباب القبطي والمسلم بالقرية لبحث حل الأزمة، في ظل التحريض المستمر من أهالي القرية من جهة، والجماعات المتطرفة من جهة، وبعض أهالي القرية العاملين بالخارج، والذين يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في التحريض ضد الشاب وأسرته وأقباط القرية بصفة عامة، ورغم رصد الأمن لهم إلا أنه لم يلق القبض على أي منهم حتى الآن.