"الوطن" داخل مصنع توربينات شركة "سيمنز" الألمانية
رحب المسئولون داخل «سيمنز» الألمانية بالصفقة التى أبرمها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع المجموعة. وقال أولاف كونيج رئيس المشاريع الاستراتيجية بمصنع «سيمنز» إن العقود التى تم توقيعها تصل قيمتها إلى 8.4 مليار يورو (ما يتعدى الـ70 مليار جنيه)، وذلك لإضافة 16.4 ألف ميجاوات إلى الشبكة القومية لكهرباء مصر.
وأضاف أن الاتفاقيات تتضمن توريد وتنفيذ إنشاء 3 مجمعات عملاقة لإنتاج الكهرباء بثلاث محافظات هى بنى سويف والبرلس بكفر الشيخ والعاصمة الإدارية الجديدة، بإجمالى قدرات تصل إلى 14.4 ألف ميجاوات بإجمالى تكلفة تصل إلى 6 مليارات يورو، ويضم المجمع الواحد 3 «موديولات» لإنتاج الكهرباء ويتكون «الموديول» الواحد من وحدتين غازيتين وأخرى بخارية بقدرة 400 ميجاوات لكل واحدة، ليصل إجمالى المجمع إلى 4800 ميجاوات، منها 1200 ميجاوات بدون استخدام وهو ما يعرف باستخدام عادم الوقود المستخدم فى المحطات الغازية.
وأشار إلى أن الاتفاقيات تتضمن أيضاً إنشاء أكبر مزرعة لإنتاج طاقة الرياح بقدرة تصل إلى 2000 ميجاوات، يتم إقامتها فى عدة أماكن بمناطق جبل الزيت بخليج السويس وشرق وغرب النيل، باستثمارات تصل إلى نحو 2 مليار يورو، كما تشمل الاتفاقيات أول مصنع فى أفريقيا والشرق الأوسط بمصر لإنتاج ريَش توربينات الرياح بمنطقة القناة باستثمارات تصل إلى 100 مليون يورو.
وقامت «الوطن» بجولة داخل مصنع التوربينات التى سيتم توريدها إلى مصر، وقام الدكتور أولكا كوينج، كبير الفنيين داخل مصنع سيمنز بشرح وافٍ لطبيعة توربينات سيمنز الغازية طراز H-class، وقال إنه فى شهر أبريل 2007، تم شحن أول مجموعة من التوربينات الغازية طراز SGT5-8000H (بقدرة كهربائية بلغت 375 ميجاوات فى ذلك الوقت) حيث تم إرسال هذه التوربينات إلى محطة «إرشينج» لتوليد الطاقة الكهربائية فى جنوب ألمانيا.
وفى شهر مايو 2011، تمكنت محطة «إرشينج» من تحقيق رقم قياسى عالمى فى الكفاءة الكهربائية بنسبة 60.75% باستخدام أول توربينة من التوربينات الغازية من طراز 8000H التى تعمل بنظام الدورة المركبة. وقد حظى هذا الرقم القياسى العالمى باعتماد مؤسسة الفحص الفنى (TUV).
وأشار إلى أن سيمنز تمكنت من رفع الطاقة الإجمالية لتوربينات الغاز من طراز SGT5-8000H إلى نحو 400 ميجاوات حالياً وهو ما يجعل هذه التوربينات قادرة على توفير الطاقة الكهربائية لأكثر من 1.3 مليون نسمة (سكان مدينة مثل مدينة هامبورج).
وفى المحطات التى تعمل بنظام الدورة المركبة (إلى جانب التوربينات البخارية)، قال: ترتفع قدرات توليد الكهرباء لهذه التوربينات لنحو 600 ميجاوات، وهى نفس الطاقة اللازمة لتوفير احتياجات نحو 3 ملايين نسمة (نفس عدد السكان فى مدينة مثل مدينة برلين).
وأشار إلى أن التوربينات الغازية طراز SGT5-8000H تتمتع بنفس القدرة الكهربائية التى تتمتع بها 1200 سيارة بُورش من طراز 911 تربو.
ومقارنة بمعايير محطات الطاقة الكهربائية التى تعمل بنظام الدورة المركبة، فقد تمكنت المحطات الكهربائية التى تعتمد على توربينات سيمنز الغازية طراز H-class من تقليص نسب الانبعاث السنوية لغاز ثانى أكسيد الكربون بمقدار 43 ألف طن وهى القيمة نفسها الناتجة عن أكثر من 10 آلاف سيارة.
وقال كبير فنيى «سيمنز» إن الجيل الجديد من محطات الطاقة التى تعمل بنظام الدورة المركبة التى تقوم سيمنز بتشغيلها يحتاج إلى كمية أقل من الغاز الطبيعى بمقدار الثلث مقابل كل كيلووات/ساعة، مقارنة مع المتوسط العالمى لمحطات الطاقة المزودة بتقنية الدورات المدمجة.
وأشار إلى أنه فى الوقت نفسه تنخفض انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون بنسبة تقارب الثلث، وبنسبة 60% مقارنة مع متوسط ما تبثه محطات الطاقة العاملة بالفحم فى أوروبا، فكلما ارتفعت نسبة الطاقات المتجددة فى الشبكة الكهربائية، ازدادت أهمية محطات الطاقة النظيفة التى تعمل بنظام الدورة المركبة وهى المحطات التى توفرها سيمنز للتأكد من استمرار تزويد التيار الكهربائى.
وبوسع محطات الطاقة التى تعمل بنظام الدورة المركبة وتعتمد على توربينات سيمنز من طراز H-class (أو المحطات التى تعتمد على التوربينات الغازية الأخرى من سيمنز) أن تستجيب بسرعة أكبر للاحتياجات الخاصة برفع أو تقليل حجم الطاقة الكهربائية التى يتم توليدها، ويمكن تشغيل محطات سيمنز التى تعمل بنظام الدورة المركبة بسهولة فائقة وفى غضون دقائق قليلة.
وأشار إلى أنه على سبيل المثال، يمكن ربط أكثر من 500 ميجاوات بالشبكة الكهربائية خلال فترة زمنية قدرها 30 دقيقة فقط مع التأكد من قدرة المحطة على توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل تدرجات أحمال مستقرة تبلغ 35 ميجاوات بالدقيقة. من جهته، أشار ماتيو سكارافيللى، مدير العلاقات العامة لـ«سيمنز» فى الشرق الأوسط وأفريقيا، أثناء زيارة «الوطن» لمحطة طاقة «لوسارد» الألمانية، التى تعمل بنظام الدورات المركبة فى دوسلدورف، إلى تسجيل ثلاثة أرقام قياسية عالمية وهى توليد طاقة استيعابية مثبتة قدرها 595 ميجاوات من طاقة الكهرباء المولّدة من محوّل واحد للطاقة، كذلك إنتاج طاقة استيعابية صافية تزيد على 61%.