السخرية تلاحق فريق "إنقاذ" الحيوانات: "ركزوا فى اليتامى والمساكين"
بينما تنشغل الجمعيات الأهلية والنشطاء الحقوقيون بجولاتهم لزيارة دور الرعاية والمسنين، كانت مشاعر الرحمة المتولدة فى قلوب أعضاء فريق «إنقاذ» موجهة للرفق بالحيوان، فجاءت معظم زياراتهم إلى دور الرعاية المخصصة للحيوانات الضالة، مبررين ذلك بقولهم: «الحيوان روح.. وكل واحد يزور اللى يريحه».
«من فضلك امنع التريقة»، أصبحت المطلب الوحيد لأعضاء الفريق، بسبب العبارات الساخرة التى دائماً يصطدمون بها، وهجوم البعض عليهم تحت مزاعم «الإنسان قبل الحيوان»، لكن الـ25 شاباً وفتاة، أعضاء الفريق، يتجاهلون ذلك، وأصروا على استئجار ميكروباص على نفقتهم الشخصية، لينطلق بهم إلى «شبرامنت» بمنطقة الهرم، حيث أشهر «شلتر» لرعاية الحيوانات العاجزة التى تحتاج لما هو أكثر وأهم من تقديم الطعام والشراب، لتستكمل حياتها.
«الإنقاذ مش بس بالإيواء، الكلمة ليها أكثر من معنى، وإحنا بننقذ الحيوان من الموت بسبب المرض أو الوحدة والاكتئاب»، قالتها «فاطمة نشأت»، خريجة كلية الآداب بجامعة حلوان، وأيدها باقى أعضاء فريق «إنقاذ»، موضحين أن أغلب نزلاء «الشلتر» من الحيوانات المصابة، والتى تحتاج لرعاية صحية وتمريض ورعاية نفسية أيضاً، وهو ما لا يدركه كثيرون.
الفتاة العشرينية ترى أن كثيراً من المواطنين يهتمون بالمسنين والأيتام، لكن الاهتمام بالحيوانات ضعيف جداً: «قررنا نخصص نشاطنا للحيوانات اللى محدش حاسس بيها، واللى منقبلوش على نفسنا، منقبلوش على الحيوانات».
كلمات «فاطمة» الواثقة لم تقابلها إلا عبارات السخرية فى كل مرة تعلن بين أصدقائها أو دائرتها السكنية عن موعد لزيارة دور رعاية للحيوان، موضحة أن المواطنين يتعاملون بمبدأ «البنى آدم وبس»، لكن فريقها اختار طريقاً آخر مميزاً: «كل الناس بتساعد الفقراء والعجائز وإحنا كمان، فى الوقت اللى الحيوان بيتسلخ عادى قدامنا ومحدش بيتكلم، إحنا مش عاوزين نبقى زى الغرب، لأننا عندنا رحمة أكبر منهم، منبعها مجتمعنا المتسامح وديننا الذى أوصى الإنسان بالحيوان، وجعل رعايته من أوجه الصدقة وباباً لدخول الجنة».
«فاطمة» أكدت أن عدد الزيارات التى يقوم بها الفريق إلى دور رعاية الحيوانات «الشلتر» تتراوح بين 2 إلى 4 زيارات شهرياً، يقدم خلالها الفريق تبرعات مادية من «جيوب الأعضاء»، أو المستلزمات والأطعمة، إلى جانب رعاية وترفيه الحيوانات، «إحنا كمان ممكن نحمى الحيوانات ونلعب معاها، وبنطلع الأطفال معانا فى زيارات أحياناً، عشان نغرز فيهم الرأفة اللى انعدمت فى قلوب ناس كتير».