أيمن نصري يكتب: حياة كريمة.. نقلة نوعية على الصعيدين المحلي والإقليمي
أيمن نصري
مبادرة حياة كريمة بمرحلتيها أحدثت نقلة نوعية على المستويين المحلي والإقليمي، من خلال الارتقاء بالريف المصري، والوصول إلى الأماكن الأكثر فقرا والأكثر احتياجا وتقديم الدعم الأساسي لهذه المناطق، كما لعبت دورا ومحوريا في تخفيف المعاناة عن مواطني قطاع غزة، من خلال تقديم المساعدات المستمرة حتى في أكثر الظروف الأمنية تعقيدا وخطورة.
ما تقدمه مبادرة حياة كريمة من دعم متنوع للأماكن النائية يعد نهاية لعصر من التهميش والإهمال، عانت منه هذه المناطق لسنوات طويلة تقدمت فيها الدولة بحلول مؤقتة وعلى المدي القصير، وكانت بمثابة مسكنات لم تحل المشكلات من جذورها، ما أدى إلى تفاقم الوضع على المدى الطويل.
ولعل أهم ما يميز مبادرة حياة كريمة هو وجود رؤية واضحة وثابتة طويلة المدي يتم تنفيذ فيها أهداف وضعت طبقا للمعايير الدولية لحل مشكلات المواطن المصري بشكل جذري، مع استحداث آليات وضوابط دولية، لمتابعة مراقبة تنفيذ المشروعات المتفق عليها لضمان تنفيذها بشكل سليم
مبادرة حياة كريمة هي ترسيخ حقيقي لحقوق الإنسان على الأرض، من خلال تفعيل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وأهم هذه الحقوق هي الحق في السكن والحق في فرصة عمل والحق في مياه شرب نظيفة، والحق في العلاج والحق في التعليم وهي الحقوق التي أكد عليه العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي اعتمدته الجمعية العامة في 16 ديسمبر 1966.
مبادرة حياة كريمة تؤكد التزام الدولة المصرية طواعية بتنفيذ التوصيات التي تقدمت بها الدول الأعضاء بالمجلس الدولي لحقوق الإنسان، من خلال آلية العرض الدولي الشامل والتي تقيم أوضاع حقوق الإنسان كل 4 سنوات، وهذا الالتزام بتنفيذ التوصيات لاقي استحسانا كبيرا من المجتمع الدولي، ويعكس مدى التزام وجدية الإدارة السياسية بتنفيذ هذه النوعية من المبادرات باستكمال الإصلاح الاقتصادي من خلال تحسين حالة المواطن البسيط على مختلف الأصعدة.
هناك تغير واضح في تعامل الحكومة مع كيفية متابعة تنفيذ مشروعات مبادرة كريمة، من خلال استخدام آليات متابعة تتماشي مع الضوابط الدولية تهدف إلي التأكد من هذه المشروعات بشكل سليم وطبقا للمواصفات، ما كان يؤدي فشل مثل هذه النوعية من المشاريع في الماضي، مع توفر معايير الشفافية في نقل الصورة كاملة للمواطن لما تم إنجازه من هذه المشروعات ومدى جدواها في خدمة المواطن، مع ضمان عدم اختطاف هذه المشروعات لصالح أشخاص بعينهم.
النجاحات التي حققتها مبادرة كريمة لاقت استحسان المجتمع الدولي، وعلى رأسها المجلس الدولي لحقوق الإنسان وأعضائه 41، ما ظهر واضحا في التقارير التي أصدرتها بعض المنظمات المحلية والدولية ورفعتها للمفوضية السامية لحقوق الإنسان الذراع التنفيذي للمجلس الدولي لحقوق الإنسان والتي أكدت فيها على النجاحات التي حققتها هذه المبادرة في تقديم دعم حقيقي ساهم بشكل كبير في رفع المعاناة عن المواطن المصري البسيط، كما أشادت هذه التقارير بخطة العمل طويلة المدي والتي تهدف إلي حل مشكلات الريف المصري نهائيا.