العواري لـ"الوطن": لا علاقة ولا دليل لسلفية عصرنا بالسابقين الصالحين
أكد الدكتور عبدالفتاح عبدالغني العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن موضوع السلفية الذي أثار كثيرًا من الناس هو مصطلح يتناول القرون الثلاثة الأولى فقط الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وهؤلاء الأخيار بنص حديث الرسول سلف لجميع أفراد أمة النبي لا لطائفة بعينها ولا لجماعة بعينها وهؤلاء أمة قد خلت ليس من حق أي في عصرنا أن يقول "أنا وريثهم" أو جماعة التي تدعي هم من ورثوا هؤلاء الأخيار.
وقال العواري إن مسمى "السلفية" في عصرنا مسمى لا جليل عليه وليس عليه دليل أنهم أتباع السلف ودعوة من أصحابها تحتاج إلى بينة والدعاوى إن لم يقم عليها بينات فأصحابها أدعياء، وفي فكر السلف الصالح القول بالتأويل في كثير من الكلمات التي لا يجوز حملها على ظاهرها وفي فكرهم إنكار التاويل بالكلية فهم يتمسكون بـ"ظواهر النصوص فقط" وهنا تحدث الكوارث في المجتمع.
وأضاف عميد أصول الدين بجامعة الأزهر، لـ"الوطن"، أن الإسلام دين به قواعد كلية متضمِّنة لجزئيات التي تفهم في إطارها العام، تفصيلات الأحكام هذا أمر لا يتعرض له إلا من كان مؤهلًا ويملك أدوات الاجتهاد فغير المؤهل الذين لا يملكون من أدوات الاجتهاد شيئًا لا محالة سيقعون في الوهم والخطأ ويتقولون على الله بغير علم ويؤلون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير الوجه الذي تحتمله دلالة الألفاظ فإن كل كلمة في النصوص الشرعية لها دلالة على معانيها وعلى هذه الدلالة المعنى المراد من قبيل القطعية أم من قبيل الظنية وهل يعي المتجرئون على الفتوى كيف نسبت العقائد وما يشترط في ثبوت العقيدة هو عين ما يشترط في ثبوت الأحكام أم أن الأحكام الشرعية تكفي فيها غلبة الظن والعقائد لا تثبت إلا باليقين؟.