محلل تركى لـ"الوطن": "أردوغان" يخشى فقدان الأغلبية فى البرلمان
قال المحلل السياسى التركى تورجوت محمد كرام أوغلو، لـ«الوطن»، إن «الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا يسعى فقط فى الانتخابات البرلمانية من أجل الحصول على ثلثى مقاعد البرلمان، وهى النسبة التى يريدها لضمان إجراء تعديل دستورى، وإنما يخشى أن يخسر أغلبيته فى تلك الانتخابات، فيعنى بذلك فقدان سيطرته على مؤسسات الدولة فتفتح قضايا الفساد من جديد، وبالتالى يفتح الطريق أمام محاكمته، وفى ظل ثبوت الأدلة عليه فإن مصيره السجن».
وأضاف المحلل السياسى بصحيفة «زمان» التركية المعارضة، أن «الرئيس التركى والحزب الحاكم استغلا جماعة الإخوان كأداة هامة للدعاية الانتخابية، لكسب مزيد من أصوات الناخبين والمواطنين المتعاطفين مع جماعة الإخوان فى مصر عن جهل منهم». وقال «تورجوت أوغلو» إن «كثيراً من المواطنين الأتراك يجهلون حقيقة جماعة الإخوان وما فعلوه فى مصر، ليس فقط من المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية، بل هناك مواطنون أتراك من غير مؤيدى الحزب الحاكم يتعاطفون مع الإخوان عن جهل، وأردوغان يلعب بورقة الإخوان لجذب أصوات هؤلاء المواطنين».
ومن حيث تأثير ذلك على العملية الانتخابية واتجاهات التصويت، قال «تورجوت أوغلو»: بالتأكيد سيكون لتلك الورقة الدعائية «جماعة الإخوان»، تأثير على اتجاهات التصويت، و«أردوغان» يعلم أنه يربح من تلك الورقة، لذلك أعتقد أنه سيكسب من خلال دعمه الإخوان ومهاجمته مصر كثيراً من الأصوات».
وقال المحلل التركى إن «أردوغان بات معزولاً دولياً، لأنه لم يعد يملك سياسة خارجية، قبل خمس سنوات كانت بالفعل لديه سياسة خارجية جيدة لكن الآن لا، وهو بذلك لا يملك إلا التدخل فى شئون الدول الأخرى، الآن أردوغان بلا صديق عربى باستثناء قطر، ودولياً لديه مشكلة مع الاتحاد الأوروبى ومع الولايات المتحدة ومع كل دول الجوار». وقال «تورجوت أوغلو»: «سيواصل أردوغان نهجه تجاه المعارضة، وخاصة حركة الخدمة التى يقودها الداعية فتح الله جولن، التى كانت تدعمه من قبل لأنه ديمقراطى، أما الآن فهو ليس كذلك».
من جهته، يقول الخبير فى الشئون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية محمد عبدالقادر خليل، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «رجب طيب أردوغان وحزبه سيخرج من تلك الانتخابات أضعف مما كان عليه، وأعتقد وبقوة أنه لن يحقق نتيجة الثلثين التى يسعى إليها وهى هزيمة له، بل إنه ربما لن يحقق حتى النتيجة التى وصل إليها فى الانتخابات البرلمانية 2011 وكانت تتجاوز الـ 50% قليلاً، وفق أغلب استطلاعات الرأى العام». وتابع المحلل السياسى: «البلاد ستتجه إلى مزيد من الانقسام والاستقطاب، وبرزت لذلك مؤشرات عدة من وجود أعمال عنف فى أكثر من مناسبة على خلفيات سياسية، وظهور جماعات متشددة مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابى وتنظيم داعش فى مدن كبرى ومنها إسطنبول». وقال «خليل»: «العدالة والتنمية سيجد هناك صعوبة فى تشكيل الحكومة المقبلة نتيجة انخفاض التأثر السياسى للحزب، وسيجد صعوبة فى تحويل النظام التركى من برلمانى إلى رئاسى».