رعب إخوانى من طردهم خارج تركيا وتسليمهم لمصر بعد الخسارة
أثارت النتائج الأولية للانتخابات النيابية فى تركيا، مخاوف قيادات تنظيم الإخوان الموجودين فى «أنقرة» و«إسطنبول»، من طردهم خارج الأراضى التركية، وتسليمهم إلى السلطات المصرية، وتقديمهم إلى القضاء لمحاكمتهم فى قضايا العنف والإرهاب المتورطين فيها، وذلك فى حالة توحد الأحزاب المعارضة للرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، لتشكيل حكومة ائتلافية ضد حزب العدالة والتنمية.
يذكر أن النتائج شبه النهائية للانتخابات أظهرت حصول العدالة والتنمية على نحو 41% من الأصوات بعد فرزها ما يوازى 258 مقعداً، فيما حصل حزب الشعب الجمهورى على 25% بـ 132 مقعداً، بينما حصد حزب الشعب الديمقراطى المؤيد لحقوق الأكراد 13% بـ 79 مقعداً.
وقال محمد عمران، أحد شباب الإخوان الهاربين إلى تركيا، لـ«الوطن»، إن هناك قلقاً شديداً داخل صفوف القيادات والكوادر الإخوانية المقيمة بالمدن التركية، تحسباً لطردهم خارجها، وتوقف الدعم التركى لقضية «مرسى»، والتضييق على تحركاتهم على خلفية خسارة حزب أردوغان للأغلبية، أو حتى تسليمهم إلى السلطات المصرية لمحاكمتهم فى القضايا الملفقة لهم -على حد زعمه- بدعوى تورطهم فى العنف والإرهاب فى مصر حالياً، وأشار «عمران» إلى أن الأمل الوحيد لتفادى هذا السيناريو هو فشل الأحزاب فى تشكيل حكومة ائتلافية، حتى يستطيع «أردوغان» الدعوة إلى انتخابات جديدة.
وقال محمد أحمد، أحد كوادر التنظيم، عبر «فيس بوك»، إن نتيجة الانتخابات النيابية، جاءت فى صالح النظام المصرى، خصوصاً أن التيارات المعارضة لأردوغان ترى أنه من الخطأ قطع العلاقات مع مصر والهجوم المستمر ضد جيشها، وأضاف أن الخاسر الحقيقى فى هذه الانتخابات إخوان مصر والثورة السورية، والفائز الإمارات و«السيسى».
فيما قال أحمد عبدالعاطى، وهو كادر شاب فى جماعة الإخوان بتركيا، إن عدم حصول أردوغان على أغلبية، سيهدد المشروع الذى طالما سيطر عليه منذ عام 2002، موضحاً أن دعم الرئيس التركى للإخوان، أفقده بعض الشعبية، وعلى الرغم من تحسن معدلات الاقتصاد التركى، إلاّ أن الدعاية المنافسة للعدالة والتنمية، قبل الانتخابات، كان بعضها يلعب على دعم الرئيس للمتطرفين سواء نتيجة للتساهل مع داعش، أو دعم الإخوان ومدهم بالمال.
فيما قال الدكتور خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق، إن ما حدث فى مصر من قبل الجماعة كان له تأثير سلبى جداً على حزب النهضة فى تونس والعدالة والتنمية فى تركيا، وأثبتت التجربة المصرية أن الجماعة مثال سيئ، والشعوب لن تقبل بالإخوان وكل من يتقارب معهم، وأضاف لـ«الوطن»: الجماعة تنظر لقطر وتركيا على أنهما محطة مؤقتة، وهم يسعون لأوروبا، باعتبارها المأوى الأساسى لهم خاصةً بريطانيا وألمانيا، بالإضافة إلى أمريكا التى ستكون مستقراً لهم.