نائب رئيس حزب الشعب الجمهورى التركى: الأتراك يرفضون النظام الرئاسى
قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهورى التركى، مراد أوزجاليك، إن حزبه قادر على تشكيل الحكومة، فى مواجهة حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذى لم يحقق أغلبية الثلثين التى كان يطمح إليها، وربما لن تكون لديه القدرة على تشكيل الحكومة المقبلة. وأضاف فى حوار لـ«الوطن»، أن «حزب الشعب سيعمل على استعادة العلاقات الوثيقة مع مصر حال تشكيله الحكومة، فى إطار من الصداقة والتعاون اقتصادياً وسياسياً وثقافياً».
■ ما أهمية الانتخابات البرلمانية 2015 بالنسبة إلى المعارضة التركية من ناحية، وحزب العدالة والتنمية الحاكم فى المقابل؟
- الانتخابات البرلمانية التركية 2015، لها قدر كبير من الأهمية، إذ إن مستقبل تركيا الديمقراطى على المحك، واستمرار حكومة «العدالة والتنمية» يعنى أن تركيا تتحول أكثر نحو نظام استبدادى يتسع ويقوى، وخسارة حزب العدالة والتنمية للانتخابات البرلمانية تعنى بداية النهاية للحزب الحاكم، ومن ثم صعوبة بقائه فى السلطة، لعدم وجود غطاء سياسى له فى الشارع.[FirstQuote]
■ وماذا تعنى تلك الانتخابات لـ«الشعب الجمهورى»، باعتباره حزب المعارضة الرئيسى؟
- نؤمن بأن الوقت حان للتغيير فى بلدنا، ونؤمن بأن تركيا بحاجة إلى إحلال السلام والاستقرار المفقود منها على وجه السرعة. الآن اقتصادنا فى ورطة حقيقية، والسلام الداخلى كذلك فى خطر، وسياساتنا الخارجية تائهة وفوضوية، ولدينا الرغبة والقدرة السياسية اللازمة لعودة تركيا إلى مسارها الصحيح ودورها كقوة إقليمية جالبة للسلام، وكدولة أوروبية ذات اقتصاد قوى، ونرى أن الخيار الوحيد نحو السلام يتحقق فى الديمقراطية وتأمين الحريات.
■ هل كنتم تعتقدون أن «العدالة والتنمية» قادر على الوصول إلى أغلبية ثلثى مقاعد البرلمان التى يطمح إليها؟
- لا، لم نعتقد أن حزب العدالة والتنمية سيكون قادراً على الوصول إلى أغلبية الثلثين التى يطمح إليها، بل ما هو أبعد من ذلك، فإننا كنا نرى أن الحزب الحاكم لن يكون قادراً على الحصول على أصوات كافية تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً.
■ فى رأيك.. ما تفسيرك لمهاجمة «أردوغان» مصر بضراوة خلال الفترة الأخيرة، خاصة منذ بدء سباق الانتخابات البرلمانية؟
- «أردوغان» دوماً يحاول تطويع قضايا السياسة الخارجية كأدوات لخدمة حسابات سياسية داخلية خاصة به. الانتخابات العامة فى تركيا قريبة، والحكم بعقوبة الإعدام على محمد مرسى يمثل فرصة لاستغلاله سياسياً والاستمرار فى ذلك فى أى وقت، كلما وجد ذلك مناسباً. إلى جانب ذلك فإن السبب الآخر لهجوم «أردوغان» القاسى على الحكومة المصرية هو الانتماء العضوى إلى جماعة الإخوان.
■ ما مستقبل تركيا عقب الانتخابات البرلمانية؟ هل ستتحول إلى نظام رئاسى؟
- نحن كنا نعتقد أن حزب «الشعب الجمهورى» سيحقق نتيجة مثالية ومقبولة، الأمر الذى سيؤدى إلى تقوية الديمقراطية والحريات فى تركيا. كما قلت لا نعتقد أن حزب «العدالة والتنمية» كان قادراً على حشد أغلبية الثلثين اللازمة لإجراء تعديل دستورى يحول وجهة البلاد نحو النظام الرئاسى. وهنا يتوجب الإشارة إلى أن جانباً كبيراً من الشعب التركى ضد التحول نحو النظام الرئاسى، وهو الأمر المفهوم، والمفهوم كثيراً كذلك لدى الحزب الحاكم، خاصة فى الأيام الأخيرة التى سبقت الانتخابات البرلمانية الحالية.
■ هل النسبة التى حصل عليها حزب الشعوب الديمقراطية، المحسوب على الأكراد كانت مفاجأة؟
- أعتقد أن حزب الشعوب الديمقراطية، كان قادراً على تجاوز العقبة الانتخابية المقدرة بـ10% من إجمالى أصوات الناخبين، وبناءً عليه، فإنه سيكون بمقدوره أن يمثل فى البرلمان المقبل. لكن حزب الشعب الجمهورى، لا يرى فى ذلك مفاجأة، إذ إنه بعد مؤشرات على عدم وفاء حزب العدالة والتنمية وإخلاصه لناخبيه الأكراد فى كثير من القرارات، فإن الأصوات الكردية ستتحول بقوة من الحزب الحاكم نحو حزب الشعوب الديمقراطية.
■ هل هناك احتمالية لحكومة ائتلافية فى تركيا بعد الانتخابات البرلمانية؟
- مبدئياً نحن لا نستبعد أى سيناريو محتمَل لما بعد تلك الانتخابات، لكن أعتقد أنه لن يكون هناك حكومة حزب واحد، ومن الممكن أن يشكل حزب الشعب الجمهورى الحكومة.
■ «أردوغان» بفعل سياساته الخارجية عزل تركيا دولياً، هل فى حال تشكيلكم الحكومة المقبلة ستقدرون على التعامل مع هذا الميراث الثقيل؟
- حزب العدالة والتنمية، أتى إلى السلطة وتركيا تعيش مناخاً جيداً وإيجابياً على مستوى السياسة الخارجية، حينها كانت علاقاتنا بكل دول الجوار فى تحسُّن وتصاعد، والفاعلون الدوليون، مثل الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، كانوا يمنحون دعمهم لبلادنا. اليوم فإن علاقات تركيا مع جميع جيرانها انهارت بالفعل، وعلاقاتنا بالاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وصلت إلى حافة الانهيار. حزب العدالة والتنمية جر تركيا إلى حالة من العزلة الدولية الخطيرة فى محيطها الإقليمى وعلى المستوى العالمى. وبسبب سياسات حزب العدالة والتنمية المتهورة والمتعجرفة تجاه دول الجوار، ونهجه السلطوى فى عملية صنع واتخاذ القرار، فإن صورة تركيا الإيجابية ومصداقيتها الإقليمية دُمرت.