لماذا خص الله سبحانه وتعالى الصوم لنفسه دون الأركان الخمسة؟
تواصل دار الإفتاء المصرية الرد على الفتاوى التي تُرسل إليها من المتابعين عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وورد إليها سؤال: "لماذا خص الله سبحانه وتعالى الصوم بأنه لنفسه فقط دون الأركان الخمسة؟".
وكان جواب دار الإفتاء: "للصوم فضل كبير وثواب كبير عند الله تعالى، كما أن للصائم الذي يحافظ على صيامه، ويبتغي به وجه الله والدار الآخرة ثواب جزيل وخير عميم"، ووردت الآثار في فضل الصيام فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزى به، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم مرتين، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه" أخرجه أحمد ومسلم والنسائي.
والصائم الذي يمسك نفسه عن الرفث وعن الآثام وعن الشهوات والملذات، فلا يتكلم بفحش القول ولا يخاصم ولا يرتكب ما يغضب الله ولا يرد على الإساءة بمثلها، خوفًا من الله ومراقبة له، ويحافظ على السر الذي بينه وبين ربه وهو الصيام، وكان في وسعه أن يأكل ويشرب ويقضي شهواته بعيدًا عن أعين الناس، ولكنه امتنع عن ذلك خشية من الله وخوفًا منه وتنفيذًا لأوامره وطاعة له، استحق أن يكون جزاؤه مباشرة من عند الله وما ذلك إلا لأن جميع الأعمال قد يداخلها شيء من الرياء أو المباهاة إلا الصوم لا يصاحبه شيء من ذلك لكونه سرًا بين العبد وربه، ولذلك أضافه الله تعالى في قوله: "إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزى به"، ما يدل على فضل الصيام وعظيم الجزاء عليه من الله.