مصابو الفيوم يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن الحادث ويتساءلون عن سبب تغيير موعد القطار
تحولت ساحة مستشفى الفيوم العام - خلال استقبال المصابين والضحايا في حادث قطاري الفيوم- إلى مناحة من أهالي وأسر ضحايا الحادث خاصة أن المستشفى شهدت حالة من الارتباك، وكانت ترفض دخول بعض الحالات، وتطلب تحويلها إلى مستشفيات الهرم أو القصر العيني أو الشيخ زايد لخطورة حالتها وحاجتها إلى مستشفيات مجهزة لعلاجها، وكان وزير النقل ومحافظ الفيوم تفقدا حالة المصابين في مستشفى الفيوم العام، وتوجه عدد من نواب مجلس الشعب "المنحل" عن حزب النور بالفيوم، لتفقد حالة المصابين في المستشفى للإطمئنان عليهم.
التقت "الوطن" أشرف صابر إبراهيم من مركز الواسطى بمحافظة بني سويف، والذي كان على "نقالة" الإسعاف في انتظار الموافقة على دخوله لقسم الطوارئ بمستشفى الفيوم العام ليتم إسعافه، وحاولت الحديث معه ولكنه كان في غيبوبة، وأكد شقيقه أن المصاب كان في قطار الفيوم المتجه إلى بني سويف عائدا إلى منزله، ولكنه فوجئ بإرتطام شديد في القطار بعد وقت قصير من خروجه من محطة سيلا، ونشكر الله أنه نجا من الحادث، وقررت مستشفى الفيوم العام تحويله إلى مستشفى الهرم لخطورة حالته، وكان المصاب قد ظل منتظرا لمدة تصل إلى نصف ساعة داخل سيارة الإسعاف في انتظار حضور الطبيب ليتم نقله إلى مستشفى الهرم.
ويروي عنتر عبدالعزيز عبدالمقصود، 36 سنة -يعمل نجار مسلح وهو من أبناء محافظة الجيزة- أنه كان يستقل قطار الفيوم، المتجه من الفيوم إلى القاهرة متوجها إلى مسغونة بالجيزة، وكان جالسا في السيارة الثانية بعد جرار القطار، مع أبنائه سلمى وكريم وزوجتي نجلاء، وكنا في مقاعد بالقرب من باب القطار، وأضاف، كان القطار يسيطر عليه الظلام الدامس ولا توجد أي كشافات للإضاءة داخل عربات القطار وخلال رحلة القطار - الذي كان يسير بسرعة- وبعد عشرة دقائق فقط فوجئنا باصطدام قوي في القطار، وشاهدت العربة السابقة لنا قد انشقت من شدة الاصطدام، ووقع الركاب على بعضها، وأشار إلى أنه أسرع بإنزال نجله من باب العربة، وأنقذ سيدتين كبيرتين في العمر، ثم جاءت سيارات الإسعاف بعد عشرة دقائق من وقوع الحادث، وتم نقلنا إلى مستشفى الفيوم العام.
وتابع عنتر، كان معي جهاز كمبيوتر وضاع مني في الحادث، متساءلا همّ مش ممكن يجبهولي؟ وحمل محولجي القطار مسؤولية وقوع الحادث لأنه ليس من الطبيعي أن يسير القطاران على نفس شريط القطار، وأشار إلى أنه أصيب بكدمات في ساقه من جراء الحادث.
ولكن حمدي محمد رجب خليفة، 35 سنة، من قرية إبجيج، ويعمل رقيب شرطة بقسم قصر النيل، الذي يستقل هذا القطار يوم بعد يوم من أجل الوصول إلى مقر عمله في المساء.. ويروى أنه استقل القطار من الفيوم متجها إلى القاهرة حيث اعتاد أن يستقل القطار في موعد قيامه من المحافظة في الثالثة والثلث مساء، لكن موعد القطار تغير وأخبروني في المحطة أنه لا يوجد سوى قطار يقوم الساعة الخامسة والنصف فقررت استقلاله من أجل الوصول إلى عملي، وكنت في العربة التي تلي جرار القطار هروبا من الأتربة، وخلال وقوف القطار في محطة سيلا، وبعد قيامه بوقت قصير بدأ في زيادة سرعته قليلا، وفوجئنا باصطدام القطار في الآخر، وفقدت الوعي، وتم نقلنا إلى مستشفى الفيوم العام بسيارات الإسعاف، مشيرا إلى أنه لديه أربعة أبناء، و تساءل عن المسؤول عن وقوع هذا الحادث، وإزهاق أرواح المواطنين. وصرخت والدته خلال حديثنا معه، وهي تردد قائلة "ابنى كان هيضيع بسبب استهتار البلد.. أبوهم ميت وهو أكبر إخواته ومعاه أولاد، وبيجري كل يوم من ابجيج إلى شغله في قصر النيل من أجلهم وإخواته".
فيما أكد شعبان عبدالعليم محمد، 48 سنة، عامل في مسمط، مصاب بكمدات في رقبته وشرخ في ساقه وظهره وكدمات في الرأس، والذي كان يستقل القطار القادم إلى الفيوم، وأنه خلال استقلاله القطار، وعند قرية الناصرية توقف القطار بسبب وجود قطار آخر لمدة عشر دقائق، وبعدها بدأ القطار يسير ويزيد من سرعته على الرغم من إطلاق كشك التحويلة صفارة كبيرة، وفوجئنا بالاصطدام، وانتقد الواقعة قائلا: هنفضل في العبث ده لحد أمتى، لازم يكون مع سائق القطار جهاز يتصل على المسؤولين في كل وقت حتى لا تقع مثل هذه الحوادث.