"مريم" على إيد دقة "الصليب".. والثانية بتقدم "شنط رمضانية"
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/360287_Large_20150612124723_72.jpg)
"صليب" يجاور صورة "العذراء" وهي تحتضن السيد المسيح على حائط المنزل، وتحت الصورة تجلس "مريم" بين مئات الأكياس البلاستيكية داخل شقتها بهضبة الأهرام، تستعد لتعبئة "الشنطة الرمضانية" برفقة ابنها الوحيد "مينا"، ولأن "الله محبة" كما علمّها الإنجيل قررت أن تخطو نحو طريق الخير الذي لا يعرف فرق بين مسلم ومسيحي تربى كليهما على احترام الأديان السماوية.
أكثر من 150 شنطة رمضانية تزن 10 كيلو من البقوليات والزيوت والمعلبات وقريبا اللحوم والدجاج، أعهدتهم "مريم عجيب" ــ ربة منزل ــ بمساعدة مجموعة من جيرانها في منطقة حدائق الأهرام، الأمر الذي اعتادت تنظيمه قبل أسابيع من بداية شهر رمضان على مدار عامين لما تجده من سعادة على وجه الفقراء بالهرم وفيصل والفيوم وغيرها من المناطق العشوائية "أتربيت أني أحترم الديانات ومساعدة الفقراء مبتفرقش بين مسلم ومسيحي، ورمضان من وأنا صغيرة أتعودت أحب أجوائه ولمته والخير اللي بيعم على الناس من ورائه".
وتابعت "أنا نسيت لفظ مسلم ومسيحي من زمان، وبحب أسمع الآذان وبصحى على صوته وبطفي الأغاني لما بيشتغل، حتى الأكل بمتنع طول ما أخواتى صايمين، واللي ورثته من أسرتي بسلمه لأبني مينا عشان يسلمه لأحفادي.. أحنا واحد.. أحنا مصريين".
شراء، تكييس، توزيع، 3 مراحل عمل "مريم" داخل منزلها للانتهاء من تحضير الشنط الرمضانية التي لاقت فرحة بين جيرانها "معقولة مسيحية وتعمل كدا، أمال أحنا نعمل إيه؟"، الغيرة الإيجابية التي حركتها السيدة الأربعينية في نفوس أصدقائها المسلمين بهضبة الأهرام كانت الهدف الثاني من وراء إعداد الشنط الرمضانية فتقول في زهو وفرحة "أنا لما أعمل 100 شنطة أخواتي المسلمين يعملوا 200 وكل ما التنافس زاد كل ما الخير دخل بيوت محتاجة ودا المطلوب تحقيقه".