مكتبة "سوزان مبارك" بالإسكندرية سابقاً.. "وكر مخدرات" حالياً
تغيرت ملامح المكان برمته عقب ثورة 25 يناير، «مكتبة سوزان مبارك» كان اسماً لصرح ثقافى ومعرفى فى السابق، الاسم الذى كان سبباً كافياً لغضب مواطنين أقدموا على إشعال النيران فيه، انطفأت النيران لكن شيئاً لم يعد كما كان، لتتحول بمرور الوقت المكتبة المحترقة، القابعة خلف أسوار قصر التين بالإسكندرية من قلعة المثقفين ورواد الفكر والتنوير، إلى «وكر» للبلطجية ومروجى المخدرات و«مأوى» للأعمال المنافية. 4 سنوات كفيلة بأن يتغير المكان، وتتغير معه الشخوص والزوار، بحسب على منصور، الذى يسكن حى الجمرك منذ 25 عاماً: «كنت متخيل إن الثورة هتغيرنا للأفضل وليس للأسوأ، المكان لما اتحرق، بقى مظهر غير حضارى بالمرة، علاوة على استقطابه لعدد كبير من البلطجية والفاسدين اللى بيستغلوا المكان فى أمور غير أخلاقية». لا يتخيل الرجل الخمسينى أن الحى الذى اشتهر بالمكتبة الثقافية يؤخذ بذنب اسمه ويتغير بهذه الصورة: «بدل الكتب، بقت موجودة المخدرات». جيران المكتبة كانوا يفتخرون بالمكان قبل ثورة يناير: «ساكنين بجوار مكتبة سوزان مبارك»، أحد دوافع الزهو حينذاك، لكن أحوالهم تبدلت بعد سقوط النظام وإحراق مبنى المكتبة، ليتبقى لهم الذكرى مصحوبة بشبح منظرها المرعب والمهجور الذى يخشون مجرد المرور من أمامه، بحسب جمال عبدالفتاح: «محتاجين المحافظ يتحرك، أو الحى ينقذنا».
اللواء أحمد أبوطالب، رئيس حى الجمرك التابعة له المكتبة، أكد أن مجلس الوزراء طلب منح المبنى للمركز القومى لشئون الإعاقة، مع اقتطاع جزء منه لإقامة مكتبة للطفل، وتم تسليمها فعلياً للمركز قبل عام واحد، ومخاطبة المحافظة والمركز بسرعة تنفيذ المشروع المتفق عليه، لافتاً إلى أنه بصدد تحويل المبنى المحروق إلى نادٍ اجتماعى وقاعة أفراح بأجر رمزى لموظفى حى الجمرك، حال المماطلة فى التنفيذ.