قادة الاتحاد الإفريقي عاجزون أمام مأساة المهاجرين غير الشرعيين
تشكل مأساة المهاجرين الأفارقة الذين غرقوا في البحر المتوسط معضلة لأوروبا، لكنها لم تلق سوى التفاتة لا تتجاوز حد التعاطف من الاتحاد الإفريقي، الذي لا يتوقع أن تصدر مقترحات حلول عن قمة يعقدها غدا في جنوب إفريقيا.
فهذا الموضوع الشائك في قارة يتوقع أن يتجاوز تعدادها السكاني الملياري نسمة بحلول 2050 وتفتقر إلى الإدارة الرشيدة، سيبحث في اجتماع مغلق غدا، أول يوم للقمة قبل لقاء مرتقب مع الاتحاد الأوروبي ليس قبل سبتمبر المقبل.
وقال تجيوريمو هنجاري من المعهد الجنوب إفريقي للشؤون الدولية، "أتساءل عما يمكن أن يقوله القادة الأفارقة في هذا الشأن لأن الحلول داخلية عموما، ويتعلق الأمر بتحسين الحوكمة وتشجيع النمو الذي يعود بالنفع على الجميع، وإلى أي درجة يمكنهم قول الحقائق التي تزعج واقتراح حلول لمشكلات الهجرة، لا أعرف شيئا عن ذلك".
وقبل شهر ونصف بالتحديد، بعد سلسلة أعمال عنف ناجمة عن كراهية الأجانب أوقعت 8 قتلى في سويتو يناير الماضي، و7 قتلى على الأقل في دوربان أبريل بين المهاجرين الأفارقة، دعا الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما نظرائه للتباحث.
وقال "هذه المشكلات يجب أن تناقش في الاتحاد الإفريقي، لأنه إذا كان لدينا ربما مشكلة كراهية للأجانب فإن بلداننا الشقيقة ساهمت في ذلك، فلماذا مواطنيها ليسوا في بلدانهم؟".
تعد جنوب إفريقيا ذات الاقتصاد المتطور، من أبرز الدول التي تستضيف مهاجرين في القارة، لكن أعمال العنف المتكررة التي تنم عن مشاعر الكراهية للأجانب ورد فعل السلطات شوهت صورتها.
علق ينس بدرسن مستشار الشؤون الإنسانية في منظمة "أطباء بلا حدود"، قائلا "المأساة بعدما جرى في يناير أبريل بجنوب إفريقيا، هي الرسالة الموجهة إلى المهاجرين بأنهم غير مرحب بهم أينما حلوا، في الشمال أو في الجنوب".
وذهب مارك غباجو رئيس منتدى الشتات الإفريقي، أبعد من ذلك بقوله "نقول إن كراهية الأجانب أصبحت راسخة في جنوب إفريقيا، وهناك مهاجرون يقتلون بشكل دائم".