مفاوضات "جنيف" لإنقاذ اليمن تبدأ بالدعوة لـ"هدنة رمضان"
انطلقت، أمس، أعمال مؤتمر «جنيف للسلام» باليمن فى ظل أنباء عن غياب ممثلى جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، لأسباب غير معلومة حتى ظهر أمس وتوقعات بفشله، فى وقت دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة «بان كى مون» الجماعة إلى إخلاء المدن اليمنية التى دخلوها عسكرياً. وأكد رياض ياسين، وزير الخارجية اليمنى ورئيس وفد بلاده بمؤتمر «جنيف» الخاص بعملية السلام فى اليمن، إن حكومة بلاده الشرعية تعاملت مع الدعوة المقدمة من منظمة الأمم المتحدة إلى حضور المؤتمر، بمسئولية فائقة، بهدف تنفيذ القرار الأممى رقم 2216، باعتباره جوهر حل الأزمة، الذى حظى بدعم يمنى وخليجى وعربى وعالمى، والذى دعا الحوثيين إلى العودة إلى الشرعية.
من جهته، أكد عضو الوفد اليمنى الحكومى المفاوض إلى «جنيف»، أحمد الميسرى، أن المشاورات لن تتجاوز إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى 2216، بصرف النظر عن محاولة الحوثيين إدخال أطراف أخرى فى وفدهم المفاوض، وقال فى تصريح لشبكة «سكاى نيوز» إن «مشاركة الوفد الحكومى فى المشاورات جاءت فى هذا الإطار، وهو ما أكدته مذكرة دولية فى هذا الشأن»، ونفى أن يكون سقف المفاوضات أو المرجعيات قد تغير، وشدّد على أنها تتمثل فى القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى. وأكد «الميسرى» أن الحوثيين لن يوافقوا على أى شىء، إذ إنهم سبق أن انتهكوا كل الالتزامات السابقة، بما فيها الهدنة الإنسانية السابقة باليمن.
وقال وفد الحكومة اليمنية، وفق ما نقلته شبكة «سى إن إن»، أمس، إن اللقاء «بين طرفين هما السلطة اليمنية وطرف الانقلابيين»، مشدداً على أن «أى مواقف معلنة تخالف ذلك لا تعد مقبولة»، فى رد من الوفد على المعلومات التى أشارت إلى أن الأمم المتحدة تعتبر المشاركين فى المشاورات جميعهم «مكونات سياسية». وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزى، أصدر بياناً يؤكد أن اجتماعات أمس، تعتبر «مشاورات أولية» بين طرفى النزاع فى قاعتين منفصلتين، على أن يقوم الموفد الأممى الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، بالتنقل بينهما، «آملاً فى جمعهما معاً».
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة «بان كى مون»، أمس، إلى هدنة إنسانية فورية لمدة أسبوعين فى اليمن، مع اقتراب حلول شهر رمضان. وقال: «لقد شددت على أهمية هدنة إنسانية ثانية لمدة أسبوعين»، مضيفاً أن «رمضان يبدأ بعد يومين ويجب أن يكون فترة وئام وسلام ومصالحة».
وفى اتصال لـ«الوطن»، أكد عضو المجلس السياسى لجماعة الحوثيين محمد ناصر البخيتى، وصول وفد جماعة الحوثيين بالكامل، وقال: «كان الوفد القادم من صنعاء تأخر فقط فى الرحلة خلال مروره من جيبوتى». ونفى «البخيتى» ما نشرته قناة «برس تى فى» الإيرانية حول أن سبب تأخر وفد الحوثيين فى الوصول إلى جنيف يعود إلى منع مصر طائرة الوفد من المرور عبر مجالها الجوى، قائلاً: «هذا الكلام غير صحيح». وقال إن «وفدنا المشارك فى جنيف يسعى من خلال المناقشات إلى التوصل لصيغة سياسية تضمن إيجاد رئيس جديد وحكومة جديدة لليمن، على ألا تكون من خلال عودة عبدربه منصور أو حكومته، لأن الشعب اليمنى لن يقبل ذلك». وفيما يتعلق بموقف الحوثيين من الهدنة الإنسانية التى دعا إليها «بان كى مون» بحلول رمضان، قال «البخيتى»: «نحن بالأساس نريد وقف الحرب، فبالتأكيد لن نرفض الهدنة، لكن السعودية هى التى تنتهك الهدنة». وأضاف: «مستعدون لتسليم أسلحتنا وإخلاء المدن وفق قرار مجلس الأمن، لكن بعد أن تتضح الأمور ويكون هناك رئيس جديد وحكومة جديدة نكون جميعاً خاضعين لها».
وقبيل انطلاق محادثات جنيف سعى الطرفان إلى فرض تطورات جديدة على الأرض، على صعيد العميات القتالية. وقصفت مقاتلات التحالف العربى الذى تقوده المملكة العربية السعودية مواقع الحوثيين وقوات الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، أمس، قبل ساعات من انطلاق المحادثات، واستهدفت مخازن الأسلحة والصواريخ على تلة «فج عطان» المطلة على العاصمة صنعاء. واستهدفت غارات أخرى مواقع الحوثيين بمحافظة «عمران» شمال صنعاء، وفى محافظتى «حجة» و«صعدة» بالقرب من الحدود مع السعودية. فى المقابل، أكد الحوثيون، أمس الأول، سيطرتهم على «الحزم» مركز محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، معتبرين أن ذلك «رسالة إلى الخارج». وقال مراسل قناة «المسيرة» التابعة للجماعة إنه «على أعداء اليمن من الخارج أن يتعظوا، قبل أن يكونوا عبرة لغيرهم».