بروفايل| هانى ضاحى الأعطال مستمرة
بخطوات ثابتة، ونظرات فاحصة، يتجول المهندس هانى ضاحى، وزير النقل، داخل محطة السادات للوقوف على آخر الاستعدادات، قُبيل افتتاح المحطة أمام الجمهور للمرة الأولى منذ عام و10 أشهر. وبمجرد مغادرة الوزير المحطة، تعطل أحد القطارات بالخط الثانى للمترو، بين محطتى الدقى ومحمد نجيب، ما أدى إلى حدوث تكدس بالمحطات والأرصفة والشوارع، لكن الوضع داخل عربات المترو بطول الخط الثانى كان كارثياً، إذ أصيب عشرات المواطنين بالاختناق والإغماءات، واضطروا إلى فتح الأبواب للهروب من الاختناق ونقص الأوكسجين، وحاولوا الخروج من النفق المظلم، وساروا على قضبان الخط الثانى للخروج إلى أقرب محطة للوصول على أعمالهم، لكن وزير النقل اتهم الركاب بالتسبب فى تعطيل حركة المترو بسبب السير داخل النفق. تحدّث الوزير عن النتيجة وتغاضى عن السبب الذى أعلنت عنه شركة المترو، وهو «كلبشة» فرامل القطار، ثم طالب مسئولى مترو الأنفاق بالتحقيق فوراً، مع تشكيل لجنة فنية عاجلة لمعرفة أسباب العطل.
تعطُّل قطارات الخط الثانى للمترو دفع المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، للاتصال هاتفياً من جنوب أفريقيا بوزير النقل، لمتابعة أسباب العطل، وطالبه بالمتابعة المستمرة لتلافى أى أعطال جديدة بالإضافة إلى تقديم تقرير له حول الواقعة. أعطال المترو المتكررة بالخطوط الثلاثة صداع مزمن فى رأس وزير النقل المولود فى عام 1953، لأنها تؤدى إلى حدوث زحام كبير فى شوارع العاصمة، حيث يستخدم هذا المرفق الحيوى أكثر من 3٫5 مليون مواطن يومياً.
شغل «ضاحى»، خريج كلية الهندسة عام 1977، العديد من المناصب التنفيذية والقيادية، كما تم انتخابه لعضوية مجلس الإدارة للعديد من الشركات القابضة والمساهمة، كما شغل منصب نائب رئيس المجلس التصديرى للتشييد حتى عام 2008، وعضوية مجلس الأعمال المصرى الجزائرى ومجلس الأعمال المصرى الكازاخستانى، والرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للبترول.
كما شغل ضاحى أيضاً منصب رئيس شركة الهندسة للصناعات البترولية والكيماوية «إنبى»، وهى شركة بترول مصرية تمتلك الهيئة المصرية العامة للبترول 97% من أسهمها. كما تولى رئاسة مجلس إدارة شركة بتروجيت البترولية، فيما رفض وزير النقل تولى وزارة البترول أكثر من مرة، آخرها فى حكومة الدكتور عصام شرف، فى أعقاب ثورة 25 يناير، كبديل للمهندس عبدالله غراب.
ورغم ما تم الإعلان عنه بشأن وجود استثمارات بمليارات الدولارات فى مجال النقل، وإنشاء العديد من الطرق والمحاور الجديدة، فإن عدداً من خبراء النقل فى مصر ينتقدون طريقة إدارة منظومة النقل لأنها تفتقد للرؤية الواضحة والمنهجية السليمة والكوادر الفنية المؤهلة لقيادة الوزارة، حيث تعتمد على القيادات التى تأتى من خارجها ومن تخصصات لا علاقة لها بالنقل.