طبيبة وأم لـ6 أطفال مصابين: "صعب تحرم طفل من الحلويات"
فارق كبير بين الإلمام بطبيعة المرض بشكل أكاديمى، وأن تحتك به وتتفاعل معه فى الحياة، لكن القدر دفع الدكتورة «ولاء» أن تعيش الحالتين، فبحكم دراستها لطب الأطفال ثم تخصصها فى التغذية العلاجية، ألمت بكل تفاصيل المرض وتشارك فى ندوات علمية لمساعدة المرضى، وبحكم أمومتها لستة أطفال مصابين بحساسية القمح، شعرت بالمعاناة النفسية والمادية التى تمر بها كل أسرة لديها مصاب بهذا المرض. الدكتورة ولاء عبدالحميد عاطف، طبيبة أطفال، تخصصت فى التغذية العلاجية بعد إصابة أطفالها بنفس المرض، تحكى عن تجربتها مع حساسية القمح قائلة: «اكتشفت مرض أبنائى بعد مرور 6 أشهر من الولادة، عندما بدأت إطعامهم بوجبات تحتوى على القمح، حيث ظهرت على الفور أعراض واضحة على الطفل مثل الإسهال المستمر والقىء وبطء النمو والإصابة بالأنيميا المستمرة»، وأوضحت أن أعراض وتداعيات المرض تتضاعف إذا تم إهماله، حيث يؤدى إلى اضطراب فى عملية امتصاص الأمعاء للغذاء، ويقضى على الغشاء المبطن للأمعاء، كما يتسبب فى أمراض لين العظام والكساح، وأخرى تتعلق بسوء التغذية.
مريم 11 سنة، محمود 8 سنوات، محمد 6، أحمد 4، حازم وإبراهيم توأم والأصغر سناً، هم أطفال الدكتورة «ولاء» وتعانى الأمرّين معهم كأى أم فى ظروف مشابهة، فتقول: «معاناة نفسية شديدة تعيشها الأم والطفل، فكيف تقنع طفلاً بعدم دخول سوبر ماركت على سبيل المثال؟ وأن تحرمه من شراء الشيبسى أو البسكويت أو الشيكولاتة مثل أى طفل؟ وللأسف كثيراً ما أفشل فى تحقيق هذا، والولاد بياكلوا اللى نفسهم فيه من ورايا، والأصعب من كده لما تجتهدى فى عمل الأكل والشرب لأبنائك، ثم تلاحظى عدم اكتمال نموهم بالشكل المطلوب، ده مؤلم جداً على النفس، ويلقى بمسئولية كبيرة على الأم، خاصة فى حالة رفض الأب استيعاب مرض أبنائه كما هى حالتى، لتصبح الأم هى المسئولة عن كل شىء». لا بد من فتح منافذ تحتوى على منتجات رخيصة خالية من القمح، فبالرغم من استقرار الأوضاع المادية للدكتورة «ولاء»، فإنها تشعر بضغوط مادية رهيبة ملقاة على كاهلها لإطعام أطفالها: «يكفى أن نتخيل أن ثمن البسكويت 40 جنيهاً، عشان كده اجتهدت لعمل شبه مخبز صغير ومده بجميع الأجهزة لتصنيع الأغذية، لمساعدة أولادى وغيرهم من المرضى، وأنا متكفلة بكل شىء، لكن بطلب من الدولة فقط دعم الدقيق لمرضى حساسية القمح، وتوفير مكان».
عامل الوراثة له دخل فى الإصابة بحساسية القمح، حسب الدكتورة «ولاء»، حيث ذكرت أن أكثر من فرد فى أسرتها يعانون من أنواع مختلفة من الحساسية، ليست حساسية القمح، مشيرة إلى أن النقطة المضيئة فى الموضوع أن كثيراً من الأسر المصرية أصبحت على علم بالمرض، وازداد الوعى مؤخراً، خاصة مع وجود أعراض واضحة على المريض مثل عدم زيادة الوزن والطول على النحو المطلوب، والإصابة بالأنيميا التى تتسبب فى عدم القدرة على التركيز بخلاف الإفراط فى الحركة والعصبية، مناشدة كل أم بملاحظة أطفالها، والتوجه إلى المستشفيات والمعامل لإجراء التحاليل المطلوبة فى حالة الشعور بالقلق.