اللي متدلوش الحكومة "كشك".. شباب الإسكندرية يساعدوه بـ"فاترينة"
"كعب داير" حالة تصف "الغلابة" من المواطنين أثناء محاولاتهم البحث عن مصدر دخل.. "عجوز، أرملة، يتيم" ثلاثتهم أمام أبواب وزارة التضامن من أجل الحصول على "تأشيرة كشك" ليكسب الجميع بـ"الحلال"، لكن أحلامهم التي ينتظرونها من وراء طابور طويل تحطمت على صخرة الروتين، حتى ظهرت حملة "شباب الخير" بالإسكندرية وبدت للثلاثة كطوق النجاة ينقذ كل منهم بـ"فاترينة صغيرة" بدلاً من "الكشك".
5 سنوات من العمل المستمر لم ييأس شباب حملة "شباب الخير" في مساعدة الفقراء بالمناطق العشوائية في الإسكندرية، من كرموز إلى أبي قير وحتى الماكس والمنشية، ومنحهم "فاترينات" من الحديد والزجاج، للبيع من خلالها وكسب "لقمة عيش" بالحلال، بحسب سامي محمد، أحد أعضاء الحملة، لكن لم يمض شهرًا إلا ويعود الفقير على وضعه "بيشتكو من البلدية اللي بتيجي تأخد الفاترينة، يعني لا بيدولهم كشك مرخص ولا سايبين باب رزق تاني يتفتح لهم"، عبارات غاضبة عبر من خلالها "سامي" عن المعاناة التي يواجهها أفراد الحملة قبل المحتاجين "التبرعات اللي بتجيلنا بنكمل عليها من معانا، لكن لما الناس نفسها ترجع لنا عشان نجبلها فاترينة جديدة أو نروح نسدد الغرامة كده إحنا واقفين محلك سر".
جولات الشاب الثلاثيني وباقي فريق شباب الخير في أحياء الإسكندرية لحصر عدد الفقراء، عكس في أنفسهم معاناة "عروس البحر المتوسط" التي يراها الناس بعيون مختلفة "في ناس فكراها مصيف وبحر وناس هايصة، لكن الواقع أن أكثر من 40% من أهلها لايصيين في الفقر ومحدش بيسأل فيهم"، المبادرة لا تطلب من المحتاجين، إلا صورة من بطاقة الرقم القومي، وفى حالة المعاقين توفير شهادة توضح نوع الإعاقة، لكن ملاحقات المحافظة جعلت نشاطهم في مهب الريح، "إحنا مش جمعية خيرية، لأن عددنا لا يسمح بتأسيس جمعية لكن بنقدر نوفِّر أكثر من 100 فاترينة كل فترة غير الأطراف الصناعية والكساء وشنط رمضان، ولما المحافظة تلاحق النشاط اللي بنعمله، يبقى هنضطر نقف، والناس الفقيرة تتحرم من الخير".
الأعمال الخيرية والحملات الشبابية تجد تقديرًا ومكانة خاصة لدى الدولة، من الرئيس إلى أصغر مسؤول، بحسب ما أكده اللواء أحمد أبو طالب رئيس حى الجمرك بالإسكندرية، الذي شدد على ترحيبه بأي عمل خيري، لكن يجب إجرائه بالتنسيق مع الأحياء والجهات المسؤولة، لتوجيه أصحابه إلى الطريق الصحيح، مشيرًا إلى أن فكرة الفاترينة مربحة لصاحبها، وتخفف العبء عنه وعن كاهل الحكومة، وفي حالة التنسيق سيتم ترخيصها لمن يستحق، وعندئذ لن يخوض المواطن حربًا مع البلدية لأن "رؤساء الأخياء هما البلدية ولو تم التنسيق، هيبقوا مرخصين وماحدش هيقرب ناحيتهم"، متابعًا: "ده شباب جميل، ومفيش حد هيحارب الخير، لكن لا بد من مراعاة القوانين والتراخيص والطرق السليمة".