أسرة ضحية اشتباكات "ديرب نجم": "قُتل داخل مركز الشرطة"
اتهمت أسرة "يسري جلال السواح" (23 عاما)، الطالب الذي لقي مصرعه إثر إصابته بطلق ناري في الرأس، أثناء اشتباكات الإخوان والأهالي، أحد أفراد الشرطة بقتله عن طريق الخطأ، أثناء توجهه بصحبة عدد من الأهالي لتسليم أحد عناصر الإخوان عقب تحفظهم عليه خلال فض مسيرة لهم بمدينة ديرب نجم.
وقال علي جلال السواح (27 عاما)، شقيق الضحية: "بعد ما تناولنا الإفطار بأول أيام شهر رمضان توجه أخي للاحتفال بقدوم الشهر الكريم مع أحد أصدقائه وتهنئة الأهالي وأثناء ذلك نظم عناصر الإخوان مسيرة بالمدينة، وتوجهت قوة من الشرطة لفضها".
وتابع: "أطلق أحد معاوني مباحث مركز ديرب نجم أعيرة نارية في الهواء لتفريقهم فيما أطلق عناصر الإخوان الشماريخ والأعيرة النارية بكثافة وقام الأهالي بمطاردتهم في الشوارع حتى لاذوا بالفرار بالشوارع الجانبية والأراضي الزراعية.
وتابع: "علمت من صديق شقيقي أنه أثناء مشاهدة أخي للأحداث وجد أحد أصدقائه ويدعى سعيد طالب بأكاديمية الشرطة يطارد عناصر الإخوان بصحبة الشرطة والأهالي فانضم لهم وضبطوا أحد عناصر الإخوان وتوجهوا لتسليمه لمركز شرطة ديرب نجم وكان خلفهم ما يزيد عن 40 شخصا من الأهالي بصحبة معاون مباحث المركز الذي حملوه على الأكتاف ورددوا "تحيا مصر".
وأشار إلى أنه بمجرد وصولهم للمركز كانت القوات في وضع استعداد وأطلقوا أعيرة نارية وأثناء دخول شقيقي بصحبة الإخواني المضبوط وطالب الشرطة من الأبواب الرئيسية لمركز الشرطة صاح الأخير أوقفوا الضرب أوقفوا الضرب" وأثناء تلك الصيحات أصيب شقيقي بطلق ناري بالرأس حيث خرجت الرصاصة من سلاح أحد أفراد القوة بالمركز.
وأضاف: "بمجرد علمي بالواقعة توجهت لمستشفى ديرب نجم المركزي ثم اصطحبت شقيقي داخل سيارة إسعاف حيث توجهنا لمستشفى الأحرار ومنه لمستشفى التيسير الخاص لمحاولة إنقاذه إلا أنه توفي".
وداخل منزل عائلة المجني عليه جلست والدته "ميرفت محمد" موظفة بمجلس مدينة ديرب نجم طريحة الفراش.
"حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم من اللي كان السبب".. بتلك العبارات بدأت والدة المجني عليه حديثها لـ"الوطن"، وتابعت: "كل همي في الدنيا أربي عيالي واطمن عليهم ويسري كان هيتخرج السنة دي من أكاديمية العبور للنظم والمعلومات وكان حلمه أنه يشتغل في قناة السويس و يشتغل في البرمجيات بالداخلية أو الجيش ودا بعد ما ينهى فترة خدمته العسكرية".
وأردفت: "الإخوان على طول بيعملوا مسيرات ومظاهرات وبيضربوا الشماريخ والمولوتوف على المباني وفي الشوارع وأنا استغثت بالشرطة كتير عشان يمشوهم بس معظم الأوقات الشرطة مش كانت بتتحرك لمواجهتهم".
واستطردت: "ابنى كانت علاقته كويس بالضباط في المركز وكان على طول بيصلح أجهزة الكمبيوتر والنت في المركز لو حصل فيهم أي عطل لأنهم كانوا بيستأمنوه على الملفات اللي موجوده في الأجهزة وكنت بخاف عليه الإخوان يشوفوه مع الضباط كتير ويفتكروه ضابط ويحطوه في دماغهم"، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن قتل نجلها وإجراء تحقيقات عادلة.
وأفاد شهود عيان بأن "الضحية" قتل عن طريق الخطأ برصاص الشرطة وأنه كان يتابع الأحداث وأثناء سيرة ناحية المركز أثناء الاشتباكات أصيب برصاصة أطلقها أحد المخبرين بطريق الخطأ.
وحمل الأهالي عناصر الإخوان مسؤولية الحادث مؤكدين أنه لولا حالة الفوضى والفزع التي أثاروها بإطلاق الشماريخ خلال أول يوم رمضان ما كان للأحداث أن تتطور.
كان اللواء مليجي فتوح مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من العميد سامي الحسيني مأمور مركز شرطة ديرب نجم، يفيد تنظيم عناصر جماعة الإخوان الإرهابية مسيرة بمدينة ديرب نجم؛ للمطالبة بالإفراج عن السجناء من عناصر التنظيم، وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي وعودته للحكم مرة أخرى وانطلقت المسيرة من أمام البنك الأهلي ورفع المشاركون شارات "رابعة" العدوية وصور لمرسي، مرددين هتافات مناهضة للجيش.
وأطلق عناصر الإخوان الشماريخ والألعاب النارية بكثافة ما أدى لحالة من الهلع والفزع بين الأهالي ووقع مشادات بين الطرفين، وذلك بالقرب من مركز شرطة ديرب نجم وتطور الأمر لوقوع اشتباكات وأطلق خلالها عناصر الإخوان طلقات الخرطوش فيما تمكن الأهالي من ضبط أحدهم.
وأسفر ذلك عن إصابة يسري جلال السواح طالب بطلق ناري بالرأس وتم نقله لمستشفى الأحرار في حالة خطرة، ثم تحويله لمستشفى التيسير الخاص لإجراء عملية جراحية لاستخراج الرصاصة إلا أنه توفي متأثرا بجراحه.
وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة، التي تولت التحقيق وأمرت بسرعة استعجال تقرير الطبيب الشرعي وتحريات المباحث حول الواقعة وكشف ملابسات الحادث وضبط المتهم بارتكاب الواقعة.