"ممتاز".. وجه ملائكي "مشوه" يعكس حال المرأة في أفغانستان
أصوات ضجة وضوضاء خارج المنزل، همهمات رجال ترتفع كلما اقتربوا من باب المنزل، تقف وسط والدتها وأخواتها، والخوف يتسلل إليهن لا تعرفن كيف تتصرفن، ينكسر الباب ليدخل منه رجل بملامحه الشرسة ومعه ستة رجال مسلحين ينتمون لمجموعة تحارب حركة طالبان، تعرف هي هذه الملامح المجرمة، نظرة مطولة " لن تجدي عريسًا"، وافرغ الحمض على وجهها بعد أن سحبها من شعرها دون رحمة،وحاولت الإفلات منه وهي تتصارع الحمض الذي يأكل في جلدها، تناثرت بعض القطرات الحارقة على أخواتها وأمها.
"ممتاز"، الفتاة الافغانية العشرينية، تلف رأسها بشال يخفي قدر المستطاع أثار الحمض على وجهها، تعيش في خوف متواصل، بعدما هاجمها شاب رفضت الاقتران به قبل أربع سنوات بالحمض، فشوه جمال وجهها.
وخضعت "ممتاز"على مدى أربع سنوات لعمليات جراحية متعاقبة وعمليات زرع جلد أليمة، لكن دون جدوى تعيش مختبئة في ولاية قندوز الواقعة في شمال أفغانستان، تلتقي تهديدات من المعتدين عليها الذين فلتوا من القضاء، وتختزل معاناة "ممتاز" المآسي الكبرى التي تشهدها أفغانستان، فالعنف بحق النساء وانتشار الميليشيات المعادية لطالبان التي تزيد من حالة الفوضى السائدة، واخفاقات دولة عاجزة عن تأمين حد أدنى من الأمن، هي عينة من المشاكل التي لم تجد أفغانستان حلولًا لها بعد.
"ممتاز"، ذات الأربع عشر عام، طفلة تتمتع بجمال العينين حملت كل أفراد العائلة على الشعور بالحسد والغيرة منها، أصبحت تختبىء خلف برقع أربع سنوات اختذلن من طفولتها ومراهقتها كباقي الفتيات، بعدما شعر أحد رجال المليشيات بالغضب والمهانة بعد معرفته أنها مخطوبة لآخر، ودفعه شعور إلى إيذائها جسديًا، لكن لم تكن المتاعب الحقيقية لهذه الفتاة قد بدأت بعد، فحين وقف هذا المجرم خلف القضبان وحكم عليه ومعه ثلاثة من المتواطئين بالسجن عشر سنوات، هددوها بقطع رأسها وقتل كل أفراد عائلتك عند خروجهم من السجن.
وانقلبت حياة سلطان، والد ممتاز، رأسًا على عقب وباتت حياته اليومية مزيجًا من الخوف والرعب والتوتر الدائم، حتى أن مجرد التفكير في الذهاب إلى مزرعته هي جزء من الرعب اليومي، "حين يخرجون من السجن، سنبقى دائمًا هدفًا لهم لن يدعونا نعيش بسلام".
وقالت حسينة، المسؤولة في منظمة "نساء من أجل نساء أفغانيات" والتي ساعدت ممتاز على العلاج في الهند، أن "الرجال مرغمون في عائلة ممتاز على حمل السلاح والحراسة على مدار اليوم".