بروفايل| هدى شعراوي.. رائدة الحركة النسائية في مصر الحديثة
سيدة مناضلة مصرية شهيرة، قادت المظاهرات النسائية في عام 1919 ضد الإنجليز، وتعد رمزًا من رموز تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها المفقودة، وكانت أول رئيسة للاتحاد النسائي المصري، عرفت بالتضحية والفداء من أجل الوطن، إنها السيدة هدى شعراوي، رائدة الحركة النسائية في مصر الحديثة.
اسمها الحقيقي نور الهدى محمد سلطان، ولدت في مدينة المنيا في صعيد مصر في 23 يونيو 1879، وكانت من أبرز الناشطات المصريات في النشاط النسوي في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، تلقت التعليم في منزل أهلها، وتزوجت مبكرًا في سن الثالثة عشر من ابن عمتها "علي باشا شعراوي" الذي يكبرها بما يقارب الأربعين عامًا، وغيرت لقبها من هدى سلطان إلى هدى شعراوي بعد الزواج، تقليدًا للغرب.
خلع الحجاب هذه الخلفية الاجتماعية التي انطلقت منها هدى شعراوي، جعلتها متمردة حانقة على كل شيء، وكانت من أهم الرموز النسائية التغريبية في العالم العربي، وأول امرأة تخلع الحجاب علانية أمام الناس وتدوسه بقدميها مع زميلتها "سيزا نبراوي" عقب عودتهما من مؤتمر نسائي دولي، وأثناء استقبال المصريين لسعد زغلول في عام 1921، وكتبت تقول في مذكراتها "ورفعنا النقاب أنا وسكرتيرتي سيزا نبراوي".
كانت ابنة محافظة المنيا حلقة الوصل بين الحركات النسائية العربية ونظيرتها الغربية، إذ شاركت في 14 مؤتمرًا نسائيًا دوليًا في أنحاء العالم العربي، وأسست 15 جمعية نسائية في مصر وحدها، وكانت رئيسة الاتحاد النسائي المصري، وأسست مجلتين نسائيتين، واحدة بالعربية والأخرى بالفرنسية، ونقلت أفكار تحرير المرأة من مصر إلى بقية الدول العربية.
في 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، توفيت بعد ذلك بحوالي الأسبوعين في 12 ديسمبر 1947، بالسكتة القلبية وهي جالسة تكتب بيانًا في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفًا واحدًا في قضية فلسطين.