ما زال «الحضرى» الكفيف يبحث عن «لقمة» بين صناديق الزبالة
بينما تسير الأمور بشكل طبيعى فى منطقة أبوقتادة، قريباً من موقف الميكروباصات، قضى «الحضرى» وقتاً ينبش فى أكياس القمامة المتراكمة أسفل الكوبرى بحثاً عن طعام. لم يثر ما يفعله الرجل الستينى اهتمام أحد المارة المنشغلين فى إنجاز بعض الأعمال.
«الحضرى»، هكذا يطلق عليه سكان منطقة أبوقتادة، رجل قصير محنى الظهر، فى الستينات من العمر، ذو بشرة سمراء مجعدة بحكم السن، يعتمد على اللمس نظراً لعينيه الضريرتين، ملجأه الشارع أسفل الكوبرى، ومسكنه مجموعة من البطاطين البالية الملقاة بجوار أكوام القمامة، أما طعامه فما يجود به المارة أو أصحاب محلات الفول والكبدة الموجودة فى المنطقة، وحتى السجائر التى يعطيها له البعض من وقت لآخر.
يقول رجب أحمد، سائق ميكروباص من أهالى المنطقة، إن «الحضرى» جاء إلى أبوقتاتة منذ أكثر من 10 سنوات حتى اعتبره السكان واحداً منهم، بل إنهم أصبحوا مسئولين عنه فى مأكله وملبسه، وأطلقوا عليه هذا الاسم بعد شهرة لاعب كرة القدم عصام الحضرى، يتذكر «رجب» ما مر به سكان المنطقة من أحداث مع هذا الرجل قائلاً: «حاولنا نوديه دار رعاية فى العباسية لكنهم رفضوه وطلبوا منا شهادة ميلاد أو محضر فى القسم، والقسم رفض يعملنا المحضر».
وجوده فى الشارع طيلة الوقت، يعرض «الحضرى» العجوز للخطر، فيروى «رجب» أن «الحضرى» تعرض لحادث عندما صدمته سيارة، وأنهم حاولوا أن يعالجوه فى مستشفى بولاق العام، ولكن المستشفى رفض استقباله فاضطروا إلى معالجته فى مستشفى خاص.
ويذكر شريف فاروق، صاحب عربة لبيع الكبدة: «عايز الحضرى يحبك اديله سجارة، احنا أهله هنا حاولنا نفهم منه جاى منين ولا هو مين، فى الآخر طلعنا بجملتين هات سجارة، أو هات شاى، واحنا كل اللى يهمنا إنه يلاقى حتة نضيفة يسكن فيها بدل ما هو مرمى كده فى الشارع»، ينهى «فاروق» حديثه لافتاً إلى «الحضرى» مازحاً: «أرقص.. يا حضرى» فلا يلبث أن يلبى الأخير نداءه محاولاً الرقص.