وكيل "الدفاع الوطنى" الأسبق: الهجمات أصبحت فى منتهى الخطورة
قال عبدالحليم المحجوب، عضو مجلس الدفاع الوطنى الأسبق، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن «التفجيرات التى جرت فى كل من الكويت وفرنسا وتونس فى وقت واحد، تؤكد أن التنسيق الإرهابى وصل لدرجة فى غاية الخطورة، وإنه تجاوز كل الحدود المتوقعة لكى يصل إلى هذا النوع من الانتشار»، وأوضح «المحجوب»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «تفجير مسجد الشيعة فى الكويت والاتجاه إلى هذا البلد الذى لم يشهد تفجيرات منذ مدة طويلة، هو تأكيد أن الإرهاب يتجه إلى الدول التى لا تتوقع حدوث إرهاب وتفجيرات بها، فضلاً عن أن هناك حالة كره من قبل العناصر الداعشية فى العراق ضد الكويت، التى يريدون الانتقام منها بأى شكل من الأشكال».
وأشار عضو مجلس الدفاع الوطنى الأسبق إلى أن «داعش» اتجه هذه المرة إلى الدول التى بها بعض نقاط الضعف فى الجانب الأمنى مثل الكويت، حيث يعلم «داعش» جيداً أن دولاً مثل السعودية والبحرين بعد الحوادث التى وقعت مؤخراً، أحكمت السيطرة الأمنية لحد كبير على محيطها، وأنه من الصعب تكرار أى حادث طائفى فى تلك الدول بعد ما حدث فى السعودية على مدار الأسابيع الماضية.
وشدد «المحجوب» على أن تنظيم «داعش» يريد أن يؤكد أن القضية هى قضية طائفية، وأنه مخطط سوف يتم تنفيذه منذ بداية تأسيس التنظيم الإرهابى فى العراق.[FirstQuote]
وتعليقاً على ما حدث فى تونس، قال «المحجوب» إن «داعش» يريد تحويل أنظار الحكومة التونسية عن القضية الرئيسية التى تقوم بها وهى تعزيز الاستقرار والجانب الديمقراطى بناء على رغبة دول إقليمية أخرى لا يريد تسميتها، وأنه لا يريد أن تعمل تونس على إعادة البناء وترسيخ الاستقرار خلال الفترة المقبلة، وتابع: «أما الحادث الذى وقع فى باريس من قبل تنظيم «داعش» أيضاً، جاء للرد على التوسع الفرنسى فى منطقة الخليج العربى والسعى للاستحواذ على النفوذ الأمريكى فى السنوات الماضية، وهو نوع من الترهيب للدولة الفرنسية بأن تركز على ما يحدث لديها فى الداخل وتخفيف نفوذها فى المنطقة العربية والإقليم»، مشدداً على أن «ما يحدث من قبل التنظيم وتزايد العمليات الإرهابية بهذا الحد يأتى من دعم دول بعينها مثل الولايات المتحدة وتركيا وبعض الدول العربية التى لم نجد بها أى نوع من الهجمات الإرهابية».
ومن جانبه، علق الباحث الأمريكى ستيفن كوك، زميل مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى، على صفحته الشخصية على موقع «تويتر»، على الهجمات الإرهابية فى الدول الأربع، بالقول إن «يوم الجمعة كان سيئاً بالفعل فى سوريا والعراق قبل أن تقع تلك الحوادث حتى»، مؤكداً أن أمس كان يوماً «فظيعاً بشكل استثنائى»، فيما قال الصحفى البريطانى جون ويليامز، إن تزايد الإرهاب فى العالم ينذر بتحول العام الحالى إلى عام تنتشر فيه ظاهرة الإرهاب وتمتد لتطال كل دول العالم، خاصة بعد أن وصلت فرنسا وتونس والكويت.
ومن جانبها، أدانت وسائل الإعلام والصحف العالمية الهجمات الإرهابية، حيث لفتت شبكة «سى. إن. إن» إلى أن تونس التى كانت تعد مهد الربيع العربى، شهدت حتى الآن منذ بداية العام هجومين إرهابيين هما الأكبر على الإطلاق اللذان يستهدفان السياح فيها، وأشارت صحيفة «ميرور» البريطانية إلى أن «الهجوم استهدف الأبرياء كونهم هدفاً سهلاً بالنسبة للمهاجمين»، مؤكدة أنها «ضربة كارثية للسياحة فى تونس، خصوصاً بعد الهجوم على متحف باردو، وجاءت فى الوقت الذى كانت بدأت فيه السياحة تتعافى من نتائج الثورة وكارثة المتحف».
وفى الوقت ذاته، وصفت صحيفة «أيرش إندبندنت» الأيرلندية، أمس، الهجمات الإرهابية بـ«جمعة الإرهاب»، مشيرة إلى أن الهجمات جاءت بشكل متزامن فى 4 دول فى أنحاء العالم.