إسكندرية: فطار على البحر.. وتراويح فى "أبوالعباس".. وسحور بالكورنيش
كعادتها كل عام، تتحول منطقة «بحرى» فى الإسكندرية من مجرد منطقة سكنية ومزار سياحى، إلى حاضنة أهلية لكل فئات المواطنين أثناء شهر رمضان، فى ظل ما تتمتع به من ليالٍ رمضانية «دافئة» تبدأ مبكراً ولا تنتهى إلا بعد طلوع الشمس.
مسجد «أبوالعباس» هو أشهر مساجد الإسكندرية، الذى اكتسبت المنطقة المحيطة به اسمه، يصبح خلال أيام وليالى شهر رمضان، قبلة لأبناء الإسكندرية للصلاة وتلاوة القرآن والتعبد، و«فسحة» للأطفال فى الوقت ذاته، بسبب امتلاء الشوارع المحيطة به عن آخرها بكل أشكال وأنواع الألعاب والأرجوحات وتنظيم المسابقات وغيره.
يقول إبراهيم منصور، أحد رواد المسجد: «أبوالعباس له قدسية خاصة فى شهر رمضان المبارك، فهو يجمع أغلب فئات الشعب السكندرى، ومن خارج المدينة أيضاً، حيث يتحول من جامع إلى مأوى لكل من يلجأ له».
وتابع منصور: «أول رمضان بروح أقعد فى الجامع لقراءة القرآن فى جو روحانى، حيث يتجمع الأشخاص فى مجموعات، لقراءة وتفسير القرآن، حتى وقت الإفطار، الذى يتوقف الجميع عن التعبد فيه، ويجرى توزيع الطعام على رواد الجامع، ليفطر الجميع على مائدة واحدة، وسط بهجة وفرحة».
وقالت منى مكاوى، أحد رواد مسجد سيدى ياقوت العرش المقابل للمرسى أبى العباس وأحد مثلث منطقة مجمع المساجد بمنطقة بحرى: «أبوالعباس وسيدى ياقوت العرش من الجوامع التى تربى عليها الأجيال، فمنذ الصغر كان أبوالعباس أفضل الجوامع، حيث روحانية الجو، وتجمع الأشخاص على مائدة طعام واحدة، وتفسير آيات القرآن»، وتضيف «جامع أبوالعباس يتزين بداية من أول يوم رمضان بالزينة والأنوار، وتمتلئ ساحاته بألعاب المولد، عشان تجمع العيلة، من الأطفال حتى كبار السن».
وقال فتحى عبدالرحمن، أحد رواد جامع المرسى أبوالعباس: «فى الإسكندرية فى مجمع أبوالعباس، ليالى رمضان تختلف عن جميع الجوامع، حيث الروحانية والهدوء، صلاة التراويح على أصوات أفضل الشيوخ، وتفسير القرآن، وذكر الله والرسول»، وأضاف أن المسجد يعد من أعرق مساجد العالم الإسلامى، يؤوى كل ما يحتاج إليه الناس فى شهر رمضان، حيث يعد قطعة من الجنة، على حد وصفه.
وقالت الطفلة روينة أحمد: «بحب المرسى أبوالعباس جداً عشان باجى ألعب كل رمضان، وأركب المراجيح، وأضرب بومب وصواريخ، وأفطر مع كل الناس»، يقول أشرف محمد، أحد رواد جامع المرسى أبوالعباس بالإسكندرية، إنه فور حلول شهر رمضان الكريم، يجمع العائلة لزيارة المرسى أبوالعباس، للاحتفال بشهر رمضان، فى كنف المرسى أبوالعباس وجامع سيدى ياقوت، وتابع محمد: «الأجواء دائماً ما تدخلنا فى حالة رمضان التى فقدها الشارع على مدار السنوات الماضية، حيث قراءة القرآن وتفسيره وذكر الله والرسول، والبعد عن مسلسلات رمضان، وترفيه الأطفال فى الساحة وسط ألعاب المولد، وسماع ترانيم الشيوخ».
وعلى بعد قرابة 100 متر من مجمع المساجد وما به من جو روحانى وإيمانى مهيب، وما يحيط به من مراجيح وجو ممتع للأطفال، يبقى «قهوة فاروق» كامل العدد من الفطار حتى السحور.
«قهوة فاروق» بمنطقة بحرى، يشهد أكبر تجمع بشرى يومى بين مقاهى المدينة، وقال خميس السيد، أحد العاملين بالمقهى: «رمضان فى فاروق مختلف، القهوة بتكون عبارة عن بيت كبير كل الزباين بتتجمع من وقت الفطار لحد السحور، بنفطر مع بعض ساعات ونتسحر، ونتفرج على المسلسلات مع بعض، بيكون بيت عيلة كبير».
وقال لطفى حسين، أحد رواد قهوة فاروق: «القهوة فى رمضان أهم من البيت، عشان بنعيش فيها من بعد الفطار لحد السحور، ونشوف كل أصحابنا القدام، نصلى التراويح ونتجمع على القهوة، ويا دوب ساعتين ونتسحر مع بعض».
أما مقاهى الكورنيش الجديدة، فتبدأ فى الامتلاء من قبل الإفطار بساعة، حيث يبدأ روادها بتجهيز إفطارهم، وانتظار أصدقائهم وأقاربهم، لتناول الإفطار على كورنيش البحر، وقالت نرمين سلطان: «الفطار على البحر مع العيلة والصحاب أفضل اختراع فى الدنيا، لأننا بنشوف ناس مش بنشوفهم طول السنة»، وقال إسلام عبدالرازق، أحد العاملين بمقهى على الكورنيش: «فى رمضان حجز المقهى بيكون قبل الفطار بساعتين، وناس كتير مش بتلحق مكان من الزحمة»، وتابع: «الناس فى رمضان بتحب تفطر على الكورنيش، ومفيش ولا مكان على البحر بيكون فاضى، لأن الناس بتحب اللمة».