"عادل" و"عزت".. مين فينا المسلم ومين المسيحى؟
حكايات وطرائف «عادل» و«عزت» عن شهر رمضان تجذب القاصى والدانى، وإذا اندمجت مع حديثهما يصعب عليك التوصل إلى أيهما المسيحى من المسلم، فالصداقة التى جمعتهما على مدار 17 عاماً أذابت كل الفروق بينهما.
«عادل وديع» و«عزت زيدان»، يعملان فى مجال البناء والتشييد، اعتادا أن يستقبلا الشهر الكريم بتخطيط مسبق، يقول «عادل»: «بشجع عزت على الصيام بأكثر من طريقة، لدرجة أنى صمت معاه ييجى 15 يوم كاملين».
يحكى عزت عن بداية معرفته بعادل عام 1998، عندما توجه إلى المنيا لاستلام عمل هناك: «رغم أن عادل أكبر منى بسبع سنين، لكن مش بنحس بأى فروق بينا، على طول فى أى شغل سوا، وبياخد رأيى فى كل كبيرة وصغيرة خاصة بحياته وشغله، وعمرنا ما فكرنا فى موضوع الدين ده بنحسه حاجة ثانوية».
يبتسم «عزت» وهو ينظر إلى «عادل»، ثم يطلب منه أن يتلو آيات قرآنية يحفظها منذ الصغر، فيستجيب «عادل» ويبدأ فى تلاوة سورة الفاتحة بالتشكيل دون خطأ، ثم يعقب على ذلك: «حفظتها هى وآيات تانية من أيام المدرسة، وعمرى ما نسيتها، كلامها حلو وبينطبق على المسلم والمسيحى وأى مؤمن بكلام ربنا».
أسرة «عادل» مقيمة فى المنيا، وتتكون من 7 أبناء، أكبرهم «رومانى» 23 سنة، أما أسرة «عزت» فتقيم فى القاهرة، ولديه 4 أبناء، أكبرهم «لؤى» 20 سنة، يبتسم «عادل» وهو ينظر إلى «عزت» محاولاً السخرية منه: «أنا مش زيه بحب أجيب عيال كتير».
يتمنى «عادل» إلغاء خانة الديانة من البطاقة، فالمصريون يعيشون بالمحبة والفطرة، كما أن الدين معاملة حسب ما تعلمه فى المدرسة: «مش كلام وبس، أنا بحس إن مفيش فرق، والدليل على كده إن عمى نفسه كان بيصوم رمضان مع أصحابه فى المنيا، وفى رمضان أنا وعزت فطارنا وسحورنا لازم يكون سوا».