بالصور| "كوباني".. المدينة التي لم يقدر عليها "داعش"
في منتصف سبتمبر الماضي، بدأ تنظيم "داعش" الإرهابي، في حشد العشرات من مجنزراته والمئات من عناصره المدججين بالأسلحة، لاقتحام مدينة "عين العرب كوباني"، حيث بدأ هجومًا واسعًا على جبهتي غرب وشرق المدينة، ونجحوا في التقدم والسيطرة على عدد كبير من القرى ودفع الأهالي إلى النزوح نحو الحدود التركية المغلقة.
الصراع في مدينة "عين العرب كوباني" منذ ذلك التاريخ، اهتمت به جميع وسائل الإعلام الدولية، ومثل نقطة البداية لصراع لم ينته بعد بين المدينة الأبية والتنظيم الإرهابي، وفي الوقت الذي كان تنظيم "داعش" يحطم حصون قوات حماية الشعب الكردية، التي لم تستطيع أن تصد الهجوم، كانت طائرات التحالف الدولي تقصف المئات من عناصره، في محاولة لصدهم عن التقدم داخل المدينة.
وفي منتصف أكتوبر، وبعد مرور قرابة شهر على معارك "داعش" في كوباني، ظهر الرهينة البريطاني جون كانتلي الذي كان يعمل مصورًا في صحيفة "صنداي تايمز"، قبل أن يتم اختطافه في عام 2012، على يد التنظيم، يتحدث بملابسه السوداء عن أن "داعش" بات مسيطرًا على الحارات الجنوبية والشرقية لبلدة كوباني الكردية، ويظهر خلفه الحدود التركية، وأن التنظيم على وشك السيطرة الكاملة على البلدة بالرغم من قصف طائرات التحالف، وهو ما نفاه مسؤولون أمريكيون وقتها.
شكل إعلان الجيش السوري الحر مشاركته في القتال ضد تنظيم "داعش" في معركة عين العرب، نقطة هامة وفاصلة في سير المعركة هناك، وذلك عندما قالت قيادة الجيش الحر في بيان بمدينة حلب: "ندعو التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى دعم مقاتلي الجيش الحر المتجهين إلى كوباني"، وحمل البيان توقيع كل من: "جيش الإسلام، فيلق الشام، جبهة ثوار سورية والفيلق الخامس، حركة حزم، جيش المجاهدين"، بعد أن تقدم "داعش" في كوباني، ومحاولاته للسيطرة على البوابة الحدودية التركية في مورسيتبينار، التي تمثل شريان الحياة الوحيد للبلدة الكردية.
المرأة اضطرت إلى حمل السلاح للدفاع عن المدينة، بعد اشتداد المعارك هناك، فقد كشفت قيادية ميدانية كردية أن نحو 1000 مقاتلة يشاركن وحدات الحماية الشعبية وقوات البشمركة وفصائل الجيش الحر القتال ضد تنظيم "داعش"، على الجبهات في مدينة كوباني السورية الحدودية مع تركيا، وهو ما أعلنته القيادية في وحدات حماية المرأة هبون ديريك، في مؤتمر صحفي مشترك عقد في كوباني، حيث قالت إن المقاتلات الكرديات "قدمن أروع ملاحم التضحية والبطولة والفداء". على حد قولها.
بدأ "داعش" يخسر ما كسبه في معركة كوباني، بعد أن ضيقت طائرات التحالف عليه الخناق، تزامنًا مع دخول الجيش الحر وفصائله في الحرب الطاحنة، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "المقاتلين الأكراد استعادوا السيطرة على طريق من أيدى الدولة الإسلامية فى الجزء الغربى من كوباني.
وذكر المرصد، إن 662 شخصًا بينهم 374 مقاتلا من التنظيم، قتلوا منذ 16 سبتمبر عندما بدأ ذلك التنظيم في شن هجوم من أجل السيطرة على كوباني.
بنهاية يناير الماضي، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى في الشرق الأوسط "سنتكوم"، أن القوات الكردية تسيطر حاليًا على حوالي 90% من مدينة كوباني، مضيفة أن نهاية الحرب ضد تنظيم "داعش" لا تزال بعيدة ولكن فشله في كوباني يحرمه من أحد أهدافه الاستراتيجية.
لم يبقى سوى قرى صغيرة يسيطر عليها "داعش"، قبل أن تقوم وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بالكتائب المقاتلة بطرد التنظيم من كامل ريف عين العرب "كوباني" الغربي، وصولًا إلى بلدتي الشيوخ فوقاني والشيوخ تحتاني اللتين سيطر عليهما مقاتلو الوحدات الكردية والكتائب المقاتلة عقب طردهم لعناصر التنظيم نحو مدينة جرابلس، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
عادت كوباني مرة أخرى تتصدر أحاديث وسائل الإعلام، أمس، عندما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم "داعش"، ارتكب ثاني أكبر مذبحة للمدنيين في سوريا خلال هجوم شنه على مدينة كوباني وقرية قريبة منها قتل خلاله 145 مدنيًا إلى الآن، بعد أن تسلل مقاتلين تابعين لـ"داعش" إلى كوباني واشتبكوا مع القوات الكردية.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، تمكن مقاتلو قوات الحماية الكردية من طرد معظم مسلحي تنظيم "داعش"، من مدينة كوباني السورية، حيث لا يتواجد مسلحين تابعين للتنظيم سوى في منطقة المكتلة جنوب شرقي كوباني، بعد تسلل عناصر من التنظيم أمس.