مباراة بـ"الكرنك" تثير غضب الأثريين.. ومدير المعبد: "حرزنا الكرة"
تسببت مباراة كرة قدم ثنائية بين نجوم منتخب مصر المعتزلين خالد بيبو وعبدالظاهر السقا من جهة ومحمد عمارة وأحمد حسن، من جهة أخرى داخل أروقة معبد الكرنك الفرعوني في تفجير غضب الأثريين والباحثين وأبناء الأقصر الذين طالبوا بمعاقبة المسؤولين.
بدأت الواقعة عقب دقائق من دخول العشرات من نجوم منتخب مصر المعتزلين والجهاز الفني للمنتخب بقيادة كوبر ورئيس اتحاد الكرة جمال علام ومحافظ الأقصر للمعبد من أجل تنظيم وقفة للتنديد بالإرهاب ودعم السياحة ونجح أحد منظمي الفعالية في إدخال كرة قدم داخل المعبد وهو الأمر الممنوع قانونا.
واستعرض خالد بيبو وأحمد حسن مهارتهما في البهو الأمامي للمعبد، وطالب الكابتن أحمد شوبير تنظيم مباراة ثنائية يكون هو حكم لها ومن يحصل على 20 نقطة يكون فائزا بالمباراة التي حسمها الثنائي السقا وبيبو وسط تصفيق وتشجيع العشرات الذين تجمعوا لمشاهدة المباراة.
وعقب المباراة عبر بعض الأثريين داخل المعبد عن استيائهم مما حدث وأبلغوا قياداتهم في منطقة آثار مصر العليا فما كان إلا من مديري المعبد إلا تحريز الكرة وعمل محضر لمن قام بإدخالها.
وقال الدكتور محمد عبدالعزيز، مدير عام معبد الكرنك، ردا على اتهامه بترك اللاعبين يلعبون المباراة داخل المعبد: "كنت اشرح لمستر كوبر تاريخ المعبد ولم أشاهد ما حدث وكنت سأعنفهم إذا شاهدتهم".
وأضاف "قمت بإجراء فوري بتحريز الكرة وعمل محضر للشاب الذي أدخلها المعبد"، مشيرًا إلى الكابتن شوبير أخبره أن المحافظ سمح لهم باللعب وعندما سألت المحافظ قال لي "دي مسؤوليتكم أنتم".
وقال شوبير: "جئنا لإسعاد أبناء الأقصر واستأذنا من المحافظ للعب المباراة وما فعلناه كان لصالح أبناء الأقصر الذين نحبهم ونقدر دورهم في مواجهة الإرهاب".
وأكد سلطان عيد، مدير منطقة آثار مصر العليا: "ما حدث داخل المعبد من لعب الكرة أمر غير مقبول وغير مسموح به وتم تحويل مدير المعبد للتحقيق ولن نتهاون مع المقصرين وسنعاقبهم".
وشن الباحث والمؤرخ عبدالمنعم عبدالعظيم مدير مركز الصعيد للتراث هجوما عنيفا على المسؤولين بالآثار الذين سمحوا للعب مباراة كرة قدم ثنائية داخل أهم المعابد الفرعونية في العالم".
وقال عبدالعظيم لـ"الوطن": "ما حدث مهزلة بكل المقاييس ولابد من محاسبة ومعاقبة من فعل ذلك ومن سمح في إقامة هذه المباراة.
وأضاف: "القائمون على الآثار يبدوا أنهم لا يقدرون قيمة الأثر أو المكان فهذا المعبد له قدسيته الخاصة وكان من يريد دخوله قديما عليه بالاغتسال وأن يخلع نعليه ويدخله حافيا نظرا لقدسيته ولكن الآن أصبح مكانا مفتوحا للحفلات الصاخبة وحفلات العشاء ولعب الكرة بدعوى تنشيط السياحة بعد أن كان مكانا يجمع الملوك والأمراء".
وأضاف: "كل ما نفعله لا يجني على الأقصر شيئا لأن السائح في الخارج لا يسمع عن مثل هذه الفعاليات لأن منظومة السياحة لدينا فاشلة وبدلا من هذه المصاريف كان من الأولى أن نحضر فريقا أوروبيا يلعب مباراة في الأقصر سيكون صداها واسعا عالميا أو نفكر في إعادة أوبرا عايدة بدلا من هذه المهازل التي لا جدوى منها".