«الوطن» تنشر تفاصيل لقاء «تواضروس» ومقاطعى عظته بعد إطلاق حملة لعزله
التقى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء أمس الأول، الأقباط الأربعة متضررى الأحوال الشخصية الذين قاطعوا عظته الأسبوعية بداية الشهر الحالى، وتم احتجازهم على أثر ذلك من قبَل الأمن، فى المقر البابوى.
وحضر الأنبا دانيال، أسقف المعادى ورئيس المجلس الإكليريكى الإقليمى الجديد بالقاهرة، اللقاء الذى استغرق ساعتين، وجاء بعد أيام من إطلاق حركة «الصرخة» للأحوال الشخصية، حملة «تمرد» القبطية، التى انفردت «الوطن» بنشر تفاصيلها، وتطالب بسحب الثقة من البابا وعزله.
وقال عادل صدقى، أحد الأقباط المتضررين، الذى حضر اللقاء، لـ«الوطن»، إن البابا استفسر منهم، عما إذا كان هناك من يدعمهم ويمولهم، أو يقف خلفهم، الأمر الذى جعلهم يدافعون عن أنفسهم، ويتهمون الكنيسة بأن أفعالها هى سبب ما فعلوه نتيجة تعنتها ضدهم، وتضييعها أعمارهم، دون حل مشكلاتهم، مضيفاً: «البابا لم يتطرق إلى الحديث عن حملة تمرد القبطية لعزله، ووعدهم بحل مشكلاتنا، وطالبنا بالانتظار لحين عمل المنظومة الجديدة للأحوال الشخصية بالكنيسة، وتطبيق القانون الجديد للأحوال الشخصية، وشرح لنا القانون وعدّد مميزاته، واستمع إلى مشكلة كل شخص فينا، واتصل ببعض الكهنة المسئولين عن ملفاتنا، الرافضين حل مشكلاتنا بعد أن شخصنوا القضية، فى حين أن مطالبنا تمثل الحل لكل المتضررين».
وتابع «عادل»: «طالبنا البابا بمخاطبة الدولة عبر صلاحياته فى المادة الثالثة من الدستور، حتى تسمح بالطلاق المدنى للأقباط عبر الشهر العقارى، ورفض البابا فكرة قانون مدنى للطلاق والزواج الثانى، وأكد أن قضية الأحوال الشخصية للأقباط، هى قضية كنسية وأن الزواج أحد أسرار الكنيسة السبعة، والكنيسة لا ترضى بالزواج المدنى».
وطالبت الكنيسة المتضررين الأربعة بتقديم اعتذار مكتوب للبابا، إلا أنهم رفضوا، ووعدهم البابا بإنهاء القضية المتهمين فيها، نتيجة مقاطعتهم عظته والتظاهر داخل الكاتدرائية، التى أخلت النيابة سبيلهم منها بكفالة 100 جنيه لكل منهم.
وعقب اللقاء، حاول أحد المتضررين، ويُدعى «أمجد وليم»، مقابلة البابا، إلا أن أمن الكاتدرائية رفض، فأعلن الدخول فى اعتصام بالكاتدرائية، انتهى فى ساعة متأخرة مساء أمس الأول، عقب اعتداء أمن الكاتدرائية عليه وتسليمه إلى نقطة الشرطة التابعة للكاتدرائية، التى أطلقت سراحه، فتوجه بعدها إلى قسم شرطة الوايلى لتحرير محضر بواقعة الاعتداء عليه، حمل رقم ٢٩٠٧ إدارى الوايلى ٢٠١٥.
وكانت الكنيسة حاولت احتواء الأربعة متضررى الأحوال الشخصية، منذ اندلاع الأزمة فى 3 يونيو الحالى، بعقد لقاء بينهم ورؤساء المجالس الإكليريكية الإقليمية الجديدة، بإيبراشية المعادى، ويعتبر لقاؤهم مع البابا هو الثانى خلال الشهر الحالى.
من جانبه، قال جورج زكى، نائب رئيس حركة «الصرخة»، التى تتبنى حملة «تمرد» القبطية ضد البابا، إنهم عند اكتمال استمارات سحب الثقة من البابا، فإنهم سيذهبون بها أمام الأقباط وجميع وسائل الإعلام، خلال إحدى عظات البابا الأسبوعية، ليسلموا البطريرك، صورة منها، مضيفاً: «الحملة تسير بشكل جيد، وعلى أعلى مستوى من التنظيم، ونجتهد لتحقيق الهدف، ساعين وراء حقوق المظلومين، حتى لا يعلو صوت فوق صوت الحق، ولإنقاذ الأسر الضائعة على مدار سنوات عديدة مضت، التى تقودها الحسرة، بعد أن ضاعت منها أجمل سنين عمرها، دون أمل فى الحياة».
وأكد مؤسس الحملة، أن مطالبهم مشروعة، وأنهم لن ييأسوا من تحقيق العدل واستقرار الأسر الضائعة.
فى المقابل، حذّر ائتلاف أقباط مصر، من الصدام القبطى القبطى، مطالباً الأقباط بالخضوع للكنيسة وراعيها، وقال الائتلاف فى بيان، أمس، إنه فى ظل تصاعد وتيرة المواقف التصادمية القبطية القبطية المصطنعة والمستحدثة على الساحة القبطية، وغير المسبوقة، فإن الائتلاف يطالب جموع الأقباط فى مصر والمهجر، وبالأخص للساعين لتصدير مشاهد تصادمية داخل الدائرة القبطية بالتوقف عن تلك المهاترات والخضوع الكامل للكنيسة وطاعة راعيها.
وأضاف فادى يوسف، رئيس الائتلاف: «الائتلاف رصد تلك الأحداث التصادمية من بعض متضررى الأحوال الشخصية الذين لا تتفق حالاتهم مع لائحة الأحوال الشخصية، فاستخدموا أساليب وطرقاً مغلوطة، مثل استمارة «تمرد» القبطية الوهمية، فى محاولة لإجبار الكنيسة على حل تلك المشكلات، وهذا أمر مرفوض من الجميع، فالكنيسة الأرثوذكسية آبائية، والطاعة بها أمر ضرورى ولن نقبل بلى ذراع الكنيسة أو المساس بهيبتها، كما أن هناك سعياً دائماً من الكنيسة لتطوير لائحة قانون الأحوال الشخصية، بما يتوافق مع معطيات العصر الحديث مع الالتزام بالنصوص الإنجيلية، بالإضافة إلى تغييرات إدارية على المجلس الإكليريكى».
وشدد «يوسف»، على رفض الائتلاف المحاولات الفاشلة من بعض المشبوهين لإحداث تصادم قبطى داخل الكنيسة باستخدامهم مصطلحات سياسية مثل فلول الكنيسة، والحرس القديم، والثورة القبطية، وغيرها من الكلمات الرنانة المفرّغة من المحتوى، فضلاً عن نشرهم مخططات وهمية كاذبة لإسقاط البابا، يقودها بعض الأساقفة، متابعاً: «تلك الأمور على الرغم من سخرية الأقباط منها، فإنها تكشف مدى جهل هؤلاء المضللين بالشئون الكنسية التى تعتمد على المحبة والشركة والطاعة، ورغم تأكيد البابا تواضروس فى أكثر من مرة وحدانية قلب الكنيسة».
المتضررون من قانون الأحوال الشخصية