بروفايل| كارلوس دونجا السنوات العجاف
وجه صارم قلّما ترتسم عليه الابتسامة، ملامح حادة تنم عن شخصية غاية فى التميز، بدأ مسيرته الاحترافية مع كرة القدم كلاعب وسط فى صفوف فريق إنترناسيونال البرازيلى عام 1980 وتنقل بين الأندية فى البرازيل وأوروبا حتى عام 2000، وخلال هذه الفترة الطويلة خاض 91 مباراة دولية بقميص المنتخب البرازيلى إلى أن حمل شارة قيادته، وحقق معه لقب كأس العالم عام 1994 وكأس القارات 1997 وكوبا أمريكا مرتين عامى 1989 و1997، وحفر اسمه فى التاريخ كأحد أفضل لاعبى الوسط الذين حملوا قميص السامبا، لكن اليوم وبعد حوالى 15 عاماً على اعتزاله، بات كارلوس دونجا فى مهب الرياح ليواجه الاتهامات بالفشل كمدير فنى إضافة لتهمة العنصرية، وذلك بعد أن فشل كمدير فنى للمنتخب البرازيلى فى الوصول لأبعد من دور الثمانية ببطولة كوبا أمريكا، حيث خسر فريقه فى ربع النهائى من باراجواى، ولم يجد دونجا ما يعتذر به للجماهير الغاضبة سوى الكشف عن إصابة 15 لاعباً بفيروس معوى قبل المباراة بأيام قليلة، كما حاول تبرئة ساحته من تهمة العنصرية بالاعتذار بعدما قال: «الصحافة لا ترحمنى لدرجة أننى اعتقدت أننى من أصل أفريقى، لأنه يروق لهم ضربى». كارلوس دونجا، البالغ من العمر 51 سنة، قادته شخصيته القوية وتاريخه المرصع بالإنجازات للترشح فور اعتزاله اللعب عام 2000 لخلافة وأندرلى لكسومبورجو، المدير الفنى الأسبق للبرازيل، وكان عمره وقتئذ 37 عاماً فقط، لكنه رفض المنصب بسبب خلافات مع الاتحاد البرازيلى لكرة القدم، وبعد 6 سنوات عين دونجا مديراً فنياً للبرازيل خلفاً لكارلوس ألبرتو بيريرا، وقد كانت بدايته التدريبية مميزة حيث فاز فى 4 من أول 5 مباريات، وتمكن عام 2007 من قيادة السيليساو للفوز بلقب بطولة كوبا أمريكا بالفوز على الغريم التاريخى الأرجنتين فى المباراة النهائية بنتيجة 3-0، ثم أكمل مسيرة النجاح بالتتويج بلقب بطولة كأس القارات عام 2009 بالفوز فى المباراة النهائية على منتخب الولايات المتحدة الأمريكية بنتيجة 3-2، وهى مؤشرات دفعت الجماهير البرازيلية للتنبؤ بقدرة دونجا على قيادة البرازيل كمدرب لحصد لقب مونديال 2010 كما حصده من قبل كقائد فى الملعب، وجاءت بداية البرازيل للبطولة قوية حيث اعتلت صدارة المجموعة السابعة برصيد 7 نقاط، ثم فاز فى ثمن النهائى على منتخب تشيلى بنتيجة 3-0، قبل أن يخرج بشكل مفاجئ على يد منتخب هولندا، فأعلن دونجا تنحيه عن منصبه، موضحاً أن عقده مع الاتحاد البرازيلى لكرة القدم انتهى بانتهاء المونديال، لكنه عاد يوم 22 يوليو 2014 لتولى مهمة تدريب المنتخب البرازيلى عقب استقالة لويس فيليبى سكولارى بعد السقوط التاريخى للمنتخب البرازيلى على يد ألمانيا فى كأس العالم بنتيجة 1-7، ووضعت عليه الجماهير البرازيلية أمل محو آثار الهزيمة بتحقيق لقب كوبا أمريكا 2015، لكن «دونجا» فشل مجدداً، ليؤكد استمرار السنوات العجاف له شخصياً وللمنتخب البرازيلى ككل.