من الطفولة إلى الطب.. أب يوثق مراحل حياة ابنه بصورة لكل مرحلة
الطالب ووالده
صورة تذكارية قرر محمد موسى الاحتفاظ بها لكل مرحلة جديدة يخطوها ابنه، ويرفقها برسالة بسيطة تحمل وداعًا للقديمة وترحيبًا بالجديدة، والتي كانت هذه المرة أمام كلية الطب بجامعة المنصورة.
في اليوم الأول للدراسة وقف «محمد» أمام ابنه، يطلب منه أن يقف بشكل مناسب لالتقاط الصورة الجديدة، لتكون أول صورة تذكارية داخل الكلية.
الصورة تجذب الأنظار على «السوشيال ميديا»
في ليلة وضحاها، تحولت الصورة البسيطة إلى حديث منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث التقطت صورة أخرى مليئة بالحب لهما عندما كان الأب يصور ابنه، وهذه المرة التقطتها عين الطالب عمر الزغبي، في الفرقة الرابعة بكلية الطب، والذي رأى فيها حبًا واحتواءً وفرحة كبيرة تشبه ما شعر به منذ أربع سنوات من أسرته في أول يوم له بكلية الطب.
فوجئ محمد موسى وابنه «نور» بكم التعليقات الجميلة والمبهجة على مواقع التواصل الاجتماعي حول الصورة التي التقطت دون علمهما.
ويقول موسى لـ«الوطن»: «لم أكن على علم بالصورة التي أخذت لي مع ابني، لكني تفاجأت بردود الفعل. أول ما رأيت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي اتفاجئت، لكن كم الدعوات واللقطات الجميلة من الجميع كانت رائعة جدًا، وحقيقي شكرًا لصاحب الصورة».
لم يكن موسى يتوقع أن يكون الأمر بهذه الضخامة، إذ قرر أن يرافق ابنه في اليوم الأول للتعرف على الكلية والاستمتاع باليوم الجميل داخل الجامعة. وقعت الصورة في اليوم التعريفي بالجامعة، حيث يقول: «كنا في اليوم التعريفي، وتجولنا في كل مكان بالجامعة، وكنت سعيدًا بدخول ابني كلية الطب بجامعة المنصورة، وقررت أن ألتقط له أول صورة كهدية لوالدته، لأنها للأسف لم تستطع الحضور في هذا اليوم، مع أنها كانت تتمنى أن تكون موجودة».
وعبر نور محمد، الطالب بالفرقة الأولى بكلية الطب بجامعة المنصورة، عن سعادته الكبيرة بالتحاقه بكلية الطب، وتحدث عن توصيات والده له في أول يوم بالكلية: «قال لي يجب أن يكون للغلبان مكان في حياتي العملية، وأن آخر شيء أفكر فيه هو الماديات، لأن دعوات الناس هي أكثر ربح يمكن أن يحصل عليه الإنسان بعد تخرجه من كلية الطب».
يروي الطالب عمر الزغبي لـ«الوطن» أن الصورة جذبت انتباهه من اللحظة الأولى، وأنه سبقها بعض الأحداث المميزة بين الأب وابنه، حيث يقول: «نبدأ الدراسة قبل الموعد الرسمي بفترة، وكنا في اليوم التعريفي بالجامعة، تفاجأت بالأب وابنه معًا، يشير الأب إلى ابنه على كل مكان في الكلية ويتجولان بفرحة كبيرة ومميزة، مما جذب الأنظار كلها نحوهما. وفي لحظة، تفاجأت بأن الابن وقف أمام الكلية ووالده يلتقط له الصورة».
وأضاف الزغبي: «جذبت عيني من أول لحظة، ووجدت نفسي تلقائيًا أرفع هاتفي لأصورهما. حقيقي، كانت مشاعر جميلة جدًا، وكلنا كنا كذلك في أول يوم، وخاصة أن فرحة الدخول لكلية الطب تكون أكبر بكثير».
كانت المفاجأة للزغبي هي الكم الهائل من المشاهدات والتعليقات على الصورة، وفرحة الجميع بالمشاعر الأبوية الجميلة والمبهجة التي ظهرت في الصورة، والتي أصبحت خالدة في ذاكرة الجميع ببراءتها وروعتها.