حديث رسول الله عن "حب الدنيا"
يقسم الله تعالى الأرزاق للعباد منذ أن خلقهم، ولكن يطمع البعض في الدنيا ومفاتنها حتى تنسيه ذكر الله ويزداد طمعه وحبه للدنيا ولا يقدم شيئًا لأخرته وهذا ما حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف.
عن عمر بن سليمان، قال: سمعت عبدالرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان عن أبيه قال، خرج زيد بن ثابت من عند مروان بنصف النهار، قلت: ما بعث إليه هذه الساعة إلا لشيء سأل عنه فسألته فقال سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وآتته الدنيا وهي راغمة"، الترمذي.
ـ شرح الحديث:
"وآتته الدنيا وهي راغمة" أي: مقهورة فالحاصل أن ما كتب للعبد من الرزق يأتيه لا محالة إلا أنه من طلب الآخرة يأتيه بلا تعب ومن طلب الدنيا يأتيه بتعب وشدة ، فطالب الآخرة قد جمع بين الدنيا والآخرة، فإن المطلوب من جمع المال الراحة في الدنيا وقد حصلت لطالب الآخرة وطالب الدنيا قد خسر الدنيا والآخرة؛ لأنه في الدنيا في التعب الشديد في طلبها فأي فائدة له في المال إذا فاتت الراحة، وفي الزوائد إسناده صحيح رجاله ثقات.