مصادر أمنية: «عشماوى» الضابط المفصول العقل المدبر للعملية

كشفت مصادر أمنية بارزة عن ضلوع الإرهابى هشام عشماوى فى التخطيط للحادث الإرهابى الغادر الذى استهدف موكب المستشار هشام بركات، النائب العام الراحل، بالقرب من منزله فى منطقة النزهة، وأكدت أن «عشماوى» هو العقل المدبر لتلك الجريمة التى انتهت بواقعة الاغتيال، وأن طريقة التخطيط لها تشبه محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، فى سبتمبر 2013، وأوضحت المصادر أن «عشماوى» ضابط جيش مفصول من الخدمة انضم إلى القوات المسلحة فى منتصف التسعينات، وفى 1996 التحق بالقوات الخاصة «الصاعقة» كفرد تأمين، وفى 2000 أثار الشبهات حوله عندما وبخ قارئ القرآن فى أحد المساجد التى كان يصلى بها بسبب خطئه فى التلاوة.
وأفادت المصادر بأن أجهزة الأمن تكثف جهودها لضبط المتهم، الذى شارك فى العديد من العمليات الإرهابية، سواء بالإشراف أو التخطيط أو المشاركة، ومنها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتولى عملية رصد تحركات الوزير مع عماد الدين أحمد، الذى أعد العبوات المتفجرة بالاشتراك مع وليد بدر، منفذ العملية، كما شارك «عشماوى» فى مذبحة كمين الفرافرة، 19 يوليو 2014، وهى العملية الذى استشهد فيها 22 مجنداً، ومذبحة العريش الثالثة، فبراير 2015، التى استهدفت الكتيبة 101، واستشهد بها 29 عنصراً من القوات المسلحة، كما اشترك فى التدريب والتخطيط لعملية اقتحام الكتيبة العسكرية.
وتابعت المصادر أن انفجار سيارة مفخخة بالقرب من قسم ثان أكتوبر قبل استهدافه كانت تضم عدداً من أفراد تلك الخلية التى يشرف عليها ويقودها هشام عشماوى، وكانت السيارة فى طريقها لتنفيذ عملية إرهابية كبرى، لكنها انفجرت قبل الوصول إلى هدفها، ما أسفر عن مقتل 3 إرهابيين كانوا داخلها. وأفادت بأن مكان وقوف السيارة المستخدمة فى تفجير موكب النائب العام يكشف عن أن التقصير الأمنى كان ظاهراً للجميع، لأن أفراد الحراسة والأجهزة الأمنية المشرفة عليهم لم يتخذوا إجراءات تأمين قوية تليق بالمهمة الجسيمة المكلفون بها، وهى تأمين النائب العام، حيث كانت السيارة المستخدمة فى التفجير تقف «صف ثان» فى شارع مصطفى مختار، ولم تتم ملاحظتها من جانب أفراد الأمن، المفترض بهم أن يكونوا منتشرين فى هذه الشوارع المحيطة بمنزل النائب العام.
وكشفت المصادر عن أن طاقم الحراسة لم يتخذ أى إجراءات تمويه بتغيير خط السير من وقت لآخر، والغريب أن جميع حراس العقارات وأبنائهم يعرفون منزل النائب العام، ويعرفون أيضاً أن موكبه يمر يومياً من هذا المكان، الأمر الذى يوضح مدى الخطورة المحتملة التى مرت مرور الكرام على الأجهزة الأمنية حتى حدثت الكارثة، ونجح مخطط الإرهابيين فى استهداف موكبه بسهولة كبيرة، وقالت إن انتشار معلومات مؤكدة بين أبناء حراس العقارات وأصحاب المحال التجارية توضح خط سير النائب العام منذ تحركه من أمام منزله وحتى وصوله إلى مقر عمله يعد من الخطورة بمكان، وكان ينبغى على الأجهزة الأمنية التعامل مع تلك المعضلة وإيجاد حلول فورية لها قبل أن تقع الكارثة، ويجد منفذو الجريمة الإرهابية الأجواء متاحة لتنفيذ مخططهم الإجرامى بسهولة ويسر، إذ نفذ المتهمون جريمتهم بأريحية ونجحوا فى الهروب من مكان الحادث، قبل أن تصل إليهم الشرطة، وبعد أن تأكدوا من نجاح مهمتهم.