"شهيد المنصورة" في إجازته الأخيرة: "يا عالم هنرجع تاني ولا لا"
"يلا بقى الإجازة خلصت، ويا عالم هنيجي تاني ولا لاء".. آخر كلمات كتبها المجند عبدالرحمن محمد متولي 22 عاما، الذي استشهد في العمليات الإرهابية التي ضربت الشيخ زويد أمس، منذ ما يزيد عن شهرين.
أصيبت أسرة الشهيد بحالة من القلق الشديد على نجلهم بمجرد أن سمعوا عن الهجوم الإرهابي في سيناء، وظلوا يكذبون أنفسهم حتى جاءت الفاجعة واتصل قائد كتيبته بأسرته يعزيهم في شهيدهم.
اكتست منطقة عزبة الشال بالمنصورة بالسواد والحزن على فقدان الشهيد، وتوافد المئات من أهالي المنصورة فور الإعلان عن وفاته لمواساة الأسرة.
ولم تتحمل سيرة رجب أحمد "والدة الشهيد" الخبر وسقطت على الأرض فاقدة الوعي وهي تردد "خطفوك ياضنايا قبل ما فرح بك، كان نفسي أشوفك عريس ياضنايا".
وانطلق عم الشهيد إلى المستشفى العسكري لتسلم جثته لدفنها في المنصورة بينما جلست والدته وأشقائه ومعهم المئات من أهالي المدينة وشباب الثورة أمام منزلهم ينتظرون وصول الجثمان وقد امتلأت قلوبهم بالغضب الشديد من الإرهابين.
وقال عادل شقيق الشهيد: "أخويا الله يرحمه حاصل على معهد فني صناعي، وكان يتمنى أن يلتحق بكلية الهندسة، ولكن جاء دوره في التجنيد فدخل الجيش من 4 شهور فقط، لم ينزل خلالهم إلا إجازة واحدة فقط كانت من شهرين و4 أيام".
وأضاف عادل، "كان حاسس أنو هايموت، وكنت أصبره وأقول له الجيش للرجالة ولكنه كان قلقان دائما وكل كلامه كان عن الموت والشهداء اللي يموتوا كل يوم في سيناء".
وأشار إلى أنه مع صعوبة الاتصال إلا أنه كان حريصا على أن يتحدث مع والدته حتى يطمئنها عليه وكان يقول لها فيه ناس بتطلع تضرب علينا نار وربنا يسترها معانا، وأكثر ما كان يؤثر فيه الفترة الأخيرة.
وقال: "كنا نستعد علشان نجوزه وخطبنا له البنت اللي كان عايزها وطلب من أمي تبدأ تجهز له علشان يتجوز بعد سنة لكن الكفرة قتلوه وهو صايم وحرموه من حلمه وحرمونا منه".
وقال أحمد متولي عم الشهيد: "كان الابن الأصغر لوالديه وله شقيقين عادل ومحمود وهو وكان حريص على صلة الرحم ومودة أسرته وكل الناس بتحبه" وعرفنا الخبر من قائد الكتيبة.
وتابع: "حد عنده قلب يقتل الناس كده وهم صائمين وها يروحوا من ربنا فين وأطالب الرئيس السيسي بإعدام كل الإرهابيين علشان نار أسر الشهداء تبرد ولازم يكون في محاكمات ثورية بلا نقض أو استئناف لقضايا الإرهاب".