حديث الرسول عن الغيبة
حذرنا النبي "صلى الله عليه وسلم" من آفات اللسان عموما والغيبة والنميمة والكلام السيء على الآخرين في غيابهم .
وعن سهل بن سعد أن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: "مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ"، رواه مسلم.
وقال ابن حجر: "الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية"، والمعنى: من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه أو الصمت عما لا يعنيه.
وقال الداودي: المراد بما بين اللحيين: الفم، وقال: فيتناول الأقوال والأكل والشرب وسائر ما يتأتى بالفم من الفعل.
قال ابن بطال: دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه، فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر .
وعن أبي هريرة أن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ"، وفي رواية له: "يهوي بها في نار جهنم"، رواه مسلم .
قال ابن حجر: (بالكلمة): أي الكلام.
(ما يتبين فيها) أي لا يتطلب معناها، أي لا يثبتها بفكره ولا يتأملها حتى يتثبت فيها، وقال بعض الشراح: المعنى أنه لا يبينها بعبارة واضحة.