حيرة المصريين عقب كل كارثة "نوقف الفعاليات ولا نمشي على دم الشهداء؟"
حيرة شديدة وجدال يقع فيه المصريون عقب كل عملية إرهابية أو حادث مأساوي، هل تتوقف الأحداث والفعاليات حدادًا وحزنًا واحترامًا لدماء الشهداء أم تستمر كي لا يتحقق للإرهابيين غرضهم؟ وجهتا نظر تدخل الكثيرين في حالة من تأنيب الضمير وسط كثير من الأسئلة، التي تعتبر استمرار الحياة نوعًا من خيانة دماء الشهداء وتعتبر التوقف خدمة جليلة تقدم على طبق من ذهب للإرهابيين.
جدل لم يحسم جعل القرار فرديًا يتحمل مسؤوليته كل من يتخذه، وفي الوقت الذي قررت فيه كل النوادي الاستمرار خلال الجولة الأخيرة بالدوري، قرر نادي النصر بصورة فردية الانسحاب من أمام المقاولون العرب تحت شعار "احترام دماء الشهداء"، مؤكدين: "ماينفعش نلعب وفي ناس بتموت" قرار عرض النادي ولاعبيه لحزمة من العقوبات القاسية "إحنا عاوزين نقول للعالم إننا دولة، وكل شيء بيمشي مهما حصل" يتحدث الكابتن طاهر أبوزيد، وزير الرياضة الأسبق، مؤكدًا أن تكلفة الأعمال الإرهابية يتم دفعها بالفعل من أرواح الأبرياء والشهداء، لذا لا يستقيم أن نحقق للإرهابيين غرضهم بـ"وقف الحال" وإنما يتحتم الاستمرار مهما كانت الكلفة.
"مش عاوزين نقف كتير ولا نتكلم كتير، لأن كتر الكلام يخلق التردد، ويخلي كل واحد له موقف مختلف غير الناس وده مش وقت تردد ولا انقسام".
"البعض يعتبر تخطي الأزمة خيانة وعدم وفاء لكن الحقيقة أنها نوع من الصلابة والقوة" يتحدث الدكتور هاني مصطفى، الأخصائي النفسي، مؤكدًا أن حالة الحيرة وجلد الذات التي تظهر عقب كل ترجع إلى العاطفية الشديدة التي يتميز بها الشعب المصري: "شعب طيب جدًا، بيحس بتأنيب ضمير قدام رد فعله النفسي الطيب جدًا بعد كل حادثة، يلاقي نفسه زعلان قدام الحدث، وبعدها بساعات يلاقي نفسه بيتفرج على مسلسل أو بيتابع حياته بصورة عادية، ودي عملية نفسية اسمها التعويض" يؤكد المحلل النفسي أن عملية التعويض تأخذ المواطن حالة إلى نقيضها بغرض النسيان: "هذا ليس سيئًا ولا يعد خيانة، فالنسيان نعمة، صحيح أن البعض يصر على تذكر المواقف السخيفة ويواصلون تكرارها في أفكارهم وأحلامهم، لكن هذا يعد خللًا نفسيًا يستوجب العلاج".