أحمد وفيق: أنا مدمن تمثيل وفسخت عقود مسلسلات للتفرغ لـ«تحت السيطرة»
أثار مسلسل «تحت السيطرة»، العديد من ردود الفعل الإيجابية، ولكنه لم ينج من انتقادات تعلقت بموضوعه الذى يرصد تفشى ظاهرة الإدمان فى المجتمع المصرى، ويجسد الفنان أحمد وفيق شخصية من أكثر الشخصيات تأثيراً فى هذه المنطقة وفى العمل ككل، ليحظى باهتمام نقدى كبير كواحد من كتيبة النجوم الذين صاغوا العمل على المستوى الفكرى والبصرى، وفى حواره لـ«الوطن»، يؤكد أحمد وفيق أن «تحت السيطرة»، يعتبر من أهم الأدوار التى قام بها فى حياته على الإطلاق، مشيراً إلى أنه اعتذر عن العديد من الأعمال، وفسخ تعاقدات وقعها لأعمال أخرى من أجل التفرغ له، كما تحدث عن ردود الفعل الإيجابية، ورد على الانطباعات السلبية على العمل فى هذا الحوار.
■ ما الذى شجعك على قبول مسلسل «تحت السيطرة»؟
- فى بداية الأمر تحمست جداً للعمل، منذ قيام المخرج تامر محسن بعرضه علىَّ، وقتها قال لى إن المسلسل عميق للغاية، ويحتاج إلى شخص موهوب، وعليك أن تكون متفرغاً لأداء هذا الدور، بألا أدخل أعمالاً أخرى فى موسم رمضان، لأنه يحتاج إلى مجهود كبير وذهن صاف، والشخصية بها العديد من التفاصيل عليك أن تتقنها جيداً، وشدتنى الفكرة لاقتناعى بكلامه، وتحمست لقراءة السيناريو، وبالفعل بعد قراءتى للعمل وافقت على الفور، وتأكدت من أن العمل سيكون من أقوى الأعمال فى شهر رمضان.
■ وما رد فعلك عندما طلب منك التفرغ لدورك فى «تحت السيطرة» وعدم قبول أعمال أخرى؟
- استجبت على الفور، وفسخت تعاقدات قمت بتوقيعها، ورفضت أعمالاً تم عرضها علىَّ، رغم أن هذا العام يعتبر مصدر حظ وسعادة بالنسبة لى، وكنت محظوظاً بعرض عدد كبير من السيناريوهات والأعمال علىَّ، ولكنى اكتفيت بمسلسل «تحت السيطرة»، الذى يعتبر من أكثر الأعمال عمقاً فى شخصياته، ويحتاج إلى عقل وشخصية عميقة تؤدى هذا الدور الذى استفزنى، وكانت «عينى عليه» من البداية، فضحيت بكل الأدوار التى تم عرضها علىَّ، وأنا مقتنع تمام الاقتناع واكتفيت بهذا المسلسل، الذى يعتبر من وجهة نظرى الأقوى والأجرأ، كما تعتبر شخصيتى فيه محورية ومؤثرة فى الأحداث، وهى من أصعب الأدوار التى أديتها طوال مشوارى الفنى، وكل من شارك فى هذا العمل يعتبره إضافة قوية جداً لرصيده الفنى.
■ وكيف كانت استعداداتك للشخصية وتجربة «تحت السيطرة»؟
- كما ذكرت من قبل، تفرغت لهذا العمل ليكون الوحيد فى شهر رمضان، باقتناع كامل، ومكثت أجهز وأحضر للعمل لمدة سنة كاملة قبل بدء التصوير، وجلست مع مدمنين متعافين من المرض، وتحدثت معهم واستوعبت حديثهم لكى أظهره فى شخصيتى أثناء التصوير، ليظهر الأداء على الشاشة بواقعية، وقمت بزيارة مستشفيات وأماكن حقيقية لعلاج المدمنين، لأفهم منهم ما مروا به، بل وجلست مع مدمنين حتى أعلم دوافعهم للإقبال على هذا السم، وتأثيره على حياتهم، وكيف بدأوا فى التعافى، والأسباب التى حفزتهم لترك الإدمان.
■ وما الرسالة التى حملتها شخصيتك فى المسلسل كمدمن؟
- أولاً أنا قبلت الاشتراك فى العمل بنية أننى إنسان قبل أن أكون ممثلاً يؤدى دوراً عادياً، فأثناء بحثى وجدت أن المسلسل يعرض مأساة حقيقية يعيشها أكثر من 5 ملايين فرد فى المجتمع المصرى، لأن بين كل 10 أفراد من المجتمع شخص مدمن، وهذه النسبة مرتفعة، وأحببت أن تكون الرسالة للجمهور كله، بأن الإدمان دمار للإنسان وأسرته ومجتمعه، والمخدرات لا تغيّب العقل فقط، بل تمسحه بمرور الوقت، وأنا أعرض المعاناة الحقيقية التى يعيشها المدمنون الحقيقيون على الشاشة، لأقول لكل مشاهد لا تحاول الاقتراب من الإدمان، وأى شخص عاقل سيشاهد العمل لن يفكر نهائياً فى اللجوء إلى المخدرات.
■ وكيف ترى ردود الفعل بعد عرض المسلسل؟
- كانت ردود الفعل أقوى مما توقعت، والحمد لله نال إعجاب الكثيرين، واستطاع العمل أن يلفت نظر الأسرة إلى هذه المأساة التى يعيشها البعض، بإدمان أبنائهم للمخدرات من ورائهم، وتلقيت ردود فعل من الجمهور الذى شاهد العمل، وقابلت شاباً قال لى: «أمى أصبحت تراقبنى وتدقق فى تصرفاتى، ولو مكثت مدة طويلة فى الحمام تعنفنى، وتسألنى ماذا أفعل بالداخل»، فالأسر انتبهت للمشكلة وتجاوبت مع هذه القضية، وهذا هو دورنا وهو إلقاء الضوء على المشكلة لمحاولة حلها، ووصلتنى رسالة من إحدى الفتيات المدمنات، على صفحتى الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أكدت فيها أن العمل استطاع أن يؤثر تأثيراً إيجابياً على الجمهور، حتى المدمنين الذين وقعوا فى «الفخ»، كما أكدت أنه بعد عرض المسلسل مباشرة استقبل المستشفى الذى تعالج به 16 شخصاً مدمناً يطلبون التعافى والعلاج، وأعلنوا أنهم تأثروا بهذا العمل للغاية، وهو ما دفعهم إلى إنقاذ أنفسهم من براثن الإدمان، وأؤكد أن هذه الرسالة من أهم الرسائل التى وصلتنى، وشعرت أن العمل حقق مراده وهدفه النبيل، واستطاع أن يدفع جمهور المرضى لطلب التعافى، أو إرهاب الأصحاء من فكرة الإدمان، برصدنا للمعاناة الحقيقية التى يعيشها الأبطال على الشاشة.
■ وكيف ترى التعاون بينك وبين نيللى كريم وظافر العابدين؟
- نيللى كريم من أكثر الأسباب التى شجعتنى على العمل بالمسلسل، فهى شخصية موهوبة جداً، واستطاعت أن تصنع نجاحها، وتفرض نفسها على الساحة الفنية خلال
الثلاث سنوات الماضية، بعد مسلسلى «ذات»، و«سجن النسا»، فلا أجامل إن قلت إن نيللى كريم وحدها تعتبر ماركة مسجلة للتميز والنجاح، ووجودها بالعمل يعتبر ورقة رابحة تشير إلى نجاح العمل، فهى تغرد خارج السرب، وحيدة بلا منافس ولا منازع، وبعيداً عن المستوى الفنى فهى صديقتى، أما ظافر العابدين فتعتبر المرة الأولى التى أعمل معه فيها وكنت سعيداً للغاية بالعمل معه، ومع هانى عادل، وكلاهما استطاع أن يخرج أفضل ما عنده من قدرات فنية مميزة، وكنت أسميهما فى اللوكيشن «الأصحاب الطيبين»، وأقول لهما «مش هتنفعوا معايا».
■ وما رأيك فى الانتقادات والدعوى القضائية المرفوعة ضد المسلسل؟
- أمور عادية، وأنا لا أهتم بمثل هذه الانتقادات الفارغة، وأى عمل ناجح لا بد أن يكون له معارضون، ولكن العمل قدم فكرة نبيلة ساهمت فى تغيير الواقع، ولو بجزء بسيط للأفضل، وتركت تأثيراً قوياً فى نفوس المشاهدين، وفريق العمل مكون من أشخاص محترفين، وقدموا أعمالاً قوية من قبل، وهم ناضجون بما فيه الكفاية لتقديم عمل مناسب للمجتمع، أما عن هذه الدعوى المقامة ضد العمل، فلا ألتفت لها.