«مطبخ البرعي» محاشي ولحوم للأيتام والغلابة.. من إيد «مدرس عربي»
محمد عبدالغفار البرعي
يقف مرتدياً زي الطهاة وسط بخار كثيف يتصاعد من أواني طهي كبيرة، للوهلة الأولى تظن أنه طاهٍ كبير، لكن سرعان ما تُدرك أنك أمام مُعلم لغة عربية تحول إلى طاهٍ من أجل «الغلابة»، طمعاً في نيل الثواب من الله عز وجل.
قبل سنوات سافر محمد عبدالغفار البرعي، صاحب الـ64 عاماً، ابن مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، في إعارة إلى دولة الكويت، للعمل كمُعلم لغة عربية في إحدى المدارس، وهناك تعلّم فنون الطهي الفارسي من الجنسيات الإيرانية، وأصبح متميّزاً في إعداد الأطباق الإيرانية، وعقب عودته من الإعارة أنشأ جمعية خيرية برفقة شقيقه أحمد البرعي، ولتوفير أجرة الطاهي تطوع للطهي في مطبخ الجمعية، خاصةً بعد بلوغه سن المعاش.
«البرعي»: فكرت في توفير نفقات الطاهي عن طريق قيامي بطهي الأكل بنفسي
«قُمنا بتجهيز مطبخ داخل الجمعية منذ عام، وكُنا في فترة نستعين بطاهٍ لطهي المأكولات التي يتم توزيعها على الأيتام والأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجاً، ولكنني فكرت في توفير نفقات الطاهي عن طريق قيامي بطهي الأكل بنفسي، وبالفعل بدأت في ذلك»، كلمات قالها محمد عبدالغفار البرعي لـ«الوطن».
يومان في الأسبوع خصصهما «البرعي» لطهي المأكولات بنفسه، وتبدأ التجهيزات في اليوم السابق ليوم الطهي: «خصّصت يومين في الأسبوع لطهي المأكولات بنفسي، وقبل يوم الطهي أبدأ في تجهيز الأكل الذي سوف يُطهى مثل تتبيل الفراخ واللحوم والأسماك، وإعداد لسان العصفور أو المكرونة والأرز، ثم أبدأ الطهي الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الحادية عشرة صباحاً، ثم أقوم بتعبئة وتغليف الوجبات بصُحبة أشقائي وبعض المتطوعين».
توزيع 12 ألف وجبة إطعام خلال عام
أكثر من 12 ألف وجبة إطعام قام «البرعي» بطهيها على مدار عام: «منذ شهر سبتمبر 2023 إلى سبتمبر 2024 قُمنا بإعداد 12 ألف وجبة إطعام، بدأت ببيض ومكرونة و10 أصناف محاشي، وصولاً إلى الرومي واللحوم التي يتم توزيعها بالمجان على الأيتام والأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجاً، ومستمر في طهي المأكولات كصدقة جارية عني وعن والدي ووالدتي».