خبير لـ"الوطن": الجدار العازل لتونس يحمي اقتصادها من الانهيار
أعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، أمس، أن بلاده بدأت ببناء جدار وخندق على طول الحدود مع ليبيا، وذلك في إطار خطة لوقف تسلل الإرهابيين من ليبيا إلى بلاده، وذلك بعد الهجوم على منتجع سياحي أدى لسقوط عشرات القتلى الشهر الماضي.
وقال رئيس الوزراء، في مقابلة مع التليفزيون الحكومي: "بدأنا في بناء جدار رملي وحفر خندق على الحدود مع ليبيا، والجدار سيمتد بطول 168 كيلومترًا وسينجز أواخر العام الحالي".
وأضاف الصيد أن إقامة جدار على الحدود مع ليبيا هدفه وقف تسلل المتطرفين، مضيفًا أن ليبيا أصبحت معضلة كبرى.
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن كل دولة الآن مرتبطة بحدود مع ليبيا، وبالتالي يطالها جزء كبير من تداعيات الصراع في ليبيا، وجميع الدول المجاورة لليبيا تأثرت بما يحدث بداخلها.
وأضاف شبانة، في تصريحاته لـ"الوطن"، أن في بداية الأمر لم تتعامل تونس بالشكل الكافي مع احتمالية أن تتأثر بما يحدث من صراع في ليبيا، وبدليل أنها ابتدعت نظامًا ليس له مثيل في العالم، حيث إنها عملت تمثيلًا دبلوماسيًا في "طبرق" وآخر في "طرابلس"، وهذا خطأ جسيم وقعت فيه تونس فمن الطبيعي أن تساند الحكومة الشرعية في ليبيا وليس العكس.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن كل هذا جعل تونس معرَّضة دائمًا للعمليات الإرهابية والتي بدأت من استهداف متحف "باردو" وانتهت بعملية "سوسة"، وهذه هي أكبر عملية إرهابية حدثت في تاريخ تونس الحديث.
وأشار شبانة إلى أن هذا الجدار سيؤمِّن الحدود البرية لتونس بشكل جيد، وللحد من تسلل أي شخص غير معروف الهوية إليها وهذه الخطة من ضمن الخطط التي قامت تونس بها بعد العملية الأخيرة، فكانت البداية بحدوث تغييرات كثيرة في وزارة الداخلية هناك بسبب التقصير الأمني، وإعلان حالة الطوارئ في تونس.
وأكد الخبير السياسي أن تونس لجأت لبناء هذا الجدار لحماية السياحة هناك خصوصاً أن دخلها يعتمد في المقام الأول على السياحة، وإذا تكررت هذه العمليات ستؤثر في اقتصادها بشكل كبير.