نقاد فنيون: دراما رمضان تناولت المناطق الحساسة بجرأة وكشفت "الإخوان"
قال الناقد محمد صلاح الدين، إن الدراما هذا العام تناولت عدداً من المناطق الحساسة بجرأة، وعالجتها بعمق شديد، من بينهما اختراق المؤسسات الحكومية والسلطوية، من خلال شخصية أمين الشرطة الفاسد، فى مسلسل «حوارى بوخاريست»، الذى يشارك فى تجارة المخدرات أثناء خدمته.
وتابع «صلاح الدين» لـ«الوطن»: «لم يقتصر الأمر على الداخلية فقط، بل شاهدنا خلال مسلسل (أستاذ ورئيس قسم)، محاسبة الوزير ومحاكمته على أفعاله، كما تناولت ثورة 25 يناير بشكل مختلف، بدلاً من مهاجمتها طوال الوقت، بفضح عدد من الوصوليين الذين استغلوا الوضع للوصول إلى السلطة، خاصة فى فترة الحكومات المتعاقبة التى أطلق عليها ثورية وكانت مليئة بالفلول، وفضح المسلسل اختراق مجلس الوزراء، سواء من جانب الإخوان أو الفلول، وفى الوقت نفسه قدم مسلسل (بعد البداية)، سلطة الداخلية وعلاقتها بكبار الصحفيين فى بعض المؤسسات، وفضح علاقة جمعت السلطة التنفيذية بالسلطة الرابعة على أسس وعلاقات مشتركة».
وأضاف «صلاح الدين»: «تناول السلطة لم يقتصر على الحكومات فقط، بل امتد إلى السلطة الدينية من خلال مؤسسة الأزهر، الذى جاء بشكل عابر ولكنه اتسم بالجرأة فى التناول، وعلى الجانب التاريخى أظهر مسلسل (حارة اليهود)، اختراق الإخوان لعدد من مؤسسات السلطة، وكشف كونهم وراء خروج اليهود من مصر، وليس عبدالناصر كما يشيع البعض».
وأكد الناقد أحمد شوقى، أن تناول السلطة فى مسلسلات رمضان، يأتى من منطلق فهم صناع الدراما للواقع، فمنها من قدم تحليلاً عميقاً للصراع على السلطة كما فى مسلسل «العهد»، ومنها من قدمها بصورة مبسطة على أنها سيئة وفاسدة فى عدد من الأعمال، ويأتى الشكل الثالث من خلال اللعب على «تيمة» المؤسسة الأمنية سليمة النوايا، ولكن ضعيفة الأدوات، مشيراً إلى أن صناع الدراما حاولوا من خلال الدراما هذا العام، تقديم صورة عن ثورتى يناير ويونيو، رغم أن أرشفة الثورات دور الصحافة لا الدراما.
وأشار الناقد نادر عدلى، إلى أن أعمال رمضان تناولت جانباً من السلطة، ظهرت فى «أستاذ ورئيس قسم»، برصد التغيرات التى حدثت من 25 يناير حتى 30 يونيو، ليبدأ من نهاية حكم «مبارك»، ويمر بالمجلس العسكرى، ثم «مرسى»، ورغم أن الثورة تناولت كل التغيرات فى المجتمع المعاصر وكانت حاضرة خلال الـ4 سنوات الأخيرة، إلا أن يوسف معاطى قدم رؤية خاصة، ظهر فيها رفضه لثورة يناير.
وأضاف «عدلى»: «فى مسلسل ألف ليلة وليلة، نرى السلطة المطلقة للملك، والمؤامرات التى تحاك ضده وضبطه للمملكة، ورغم الإطار الأسطورى، فإنه يعبر عن الرؤية التقليدية للحكم الملكى، ونجد فى «بعد البداية»، رصداً لعلاقة الإعلام بالسلطة، وتدخل أمن الدولة والمخابرات فى حياة الصحفيين، الذين يكتبون عن السلطة، بالإضافة لنماذج مختلفة للعلاقة، ونلمس خطورة تلك العلاقة من الموقف الأخير الذى حدث فى قانون الإرهاب، واعتراض نقابة الصحفيين عليه، فدائماً يبحث الصحفى عن درجة أعلى من الحرية، والسلطة تبحث عن وسائل تكبل الإعلام».
وتابع: «كل هذه الأعمال بها درجة مباشرة فى طرح فكرة السلطة داخل العمل الدرامى، وعددها هذا العام مناسب مقارنة بعدد المسلسلات، وطبيعة العلاقة أثناء مناقشتها تتوقف على رؤية المؤلف الخاصة، كما نرى أيضاً اختلافاً فى «حارة اليهود»، لشكل السلطة التى يمثلها المستعمر، أمام ضباط أحرار يريدون الخروج من دائرة الفساد الملكى، وكل هذه أشكال واقعية للسلطة حدثت بالفعل، ولكن كل كاتب يتناولها برؤيته الخاصة، والمهم فى درجة المعالجة: هل السلطة اللاعب الرئيسى فى الدراما التى نشاهدها، أم أنها مجرد خلفية للأحداث».