بالصور| الموت فى "رشة مبيد"
فى أواخر الأربعينات من القرن الماضى، استقبلت الموانئ المصرية أولى شحنات المبيدات الزراعية، لمكافحة آفات القطن. خلال تلك الفترة كانت المركبات الكيميائية الجديدة قد استقرت لحاجة الدول لها فى تعظيم الإنتاج الزراعى ومقاومة الآفات التى تصيب المحاصيل، لاحقاً مُنيت مصر بزيادة ملحوظة فى نسب الإصابة بالأمراض السرطانية والرئوية والتناسلية التى تشير دراسات طبية إلى علاقة المبيدات بكثير منها.
اعتاد رمضان أبوعرب على استخدام الكثير من أنواع المبيدات للتخلص من الآفات التى تصيب زراعات أرضه فى قرية أم السن فى كفر الشيخ، الأسلوب الصارم فى المكافحة ورثه المزارع عن والده وشقيقه الأكبر، ورغم تحذير أطباء ومتخصصين من عدم الإسراف فى استخدام المبيدات ورشها بعد ارتداء ملابس الوقاية، فإن «أبوعرب» ظل يرش المبيدات دون الالتفات لتلك المحاذير.[FirstQuote]
نشرت مجلة «رِسك آنالستس» فى العدد 26، بحثاً للبروفيسور أولرومينيه إيبتايو، من جامعة تكساس الجنوبية، بعنوان: «المزارعون المصريون، سلوكيات وعادات استخدام المبيدات الزراعية: الآثار الخطيرة المترتبة على التعرض للمبيدات»، ذكر فيه أن وزارة الزراعة لا تمارس الدور الكافى لتوعية الفلاحين، وأن نقص الوعى بين المزارعين بخطورة التعرض لتلك النوعيات الخطيرة من المركبات الكيميائية السامة تتسبب فى إصابتهم بالأمراض.
قبل ذلك كانت مجلة علم السموم «توكسيكولوجى» قد عرضت صورة عامة للحالة فى مصر فى دراسة نشرتها فى عددها رقم 198، تحت عنوان: «التعرض للمبيدات.. المشهد المصرى» وكان من بين قائمة الأمراض التى تصيب الفلاحين بحسب الدراسة نتيجة تعرضهم المباشر دون اتخاذ الإجراءات الوقائية الكافية «الإصابة الحادة والمستمرة للجهاز العصبى، وتلف الرئة، وإصابة الجهاز التناسلى، وخلل فى المناعة والغدد الصماء، وظهور العيوب الخلقية، والأورام السرطانية».
بساقين عاريتين وصدر مكشوف، جهّز «رمضان» رشاشة المبيدات التى عاونته أمه على حملها على كتفه، قبل أن يغوص بقدميه فى المياه التى تغمر محصول الأرز. موسم زراعى صعب، أصيبت فيه زرعة الأرز بنسبة كبيرة، ليلجأ «أبوعرب» لسلاحه المعتاد فى قتال الآفة الزراعية.. «المبيدات».
بعد نحو ساعة من التحضير والرش، شعر «رمضان» بصعوبة فى التنفس «كرشة نفس»، واختناق فى الحلق، لكنه تحامل ولم يسقط. «كتير فى البلد عندنا فلاحين بيقعوا بعد ما بيرشوا لأن المبيدات دى سم، ومفيش أى حاجة تحمينا منه» يقول الفلاح.
يشكو فلاحو القرى التى زارتها «الوطن» فى محافظتى كفر الشيخ والشرقية من عدم توافر الملابس الواقية الواجب ارتداؤها أثناء رش المبيدات الزراعية «الأفرول والقفازات والكمامات ونظارات حماية العينين»، إذ تختفى من الجمعيات الزراعية، حيث يعلق محمد أبوعرب، الذى حصل على لقب الفلاح المثالى على مستوى الجمهورية، قائلاً: «الفلاح لما يرش أرضه وقبل ما يلبس الباشبورى (آلة رش الكيماوى)، لازم يكون مأمن نفسه ببدلة تحميه من المبيدات، زمان الجمعية الزراعية كانت بتوفر للمزارعين نضارات وكمامات لكنها بطلت تصرف الحاجات دى دلوقتى».
ويتهم رمضان أبوعرب، الفلاح من مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، أنواع المبيدات المختلفة التى يستخدمها فى التسبب فى وفاة والده وشقيقه بمرض كبدى، وإصابة شقيقته وأمه بنفس المرض «أخويا وأبويا جالهم فشل كبدى، وماتوا وأمى وأختى جالهم فيروس سى لأنهم دايما معاياً فى الأرض ومحدش فينا بيلبس أى كمامة».
تنتشر أنواع خطيرة من المبيدات، ذات السمية العالية، بعضها تمنع الحكومة المصرية تداولها بموجب قرار وزارة الزراعة رقم 630 لسنة 2007، والتى يقول «رمضان» إنها منتشرة فى قريته، وحصلت «الوطن» على بعض تلك العبوات.
مبيد «فيوران النصر» مادته الفعالة من تصنيع شركة «صن دات سنغافورة»، واسمها «كاربوفيوران»، وهى إحدى المواد المحظور التصريح بها من قبل وزارة الزراعة بموجب القرار رقم 360 لسنة 2007 (ملحق 3)، والمبيد الثانى المنتشر بين الفلاحين، والممنوع ترخيصه بموجب قرار وزارة الزراعة هو مبيد «كفرو ساتيرن» وهو مبيد حشائش مادته الفعالة «ثيوبنكارب»، وهى مادة مصرح بترخيصها، لكن يدخل فى تركيبه مادة شديدة الخطورة ضمن جداول المواد المحظور ترخيصها فى قرار وزارة الزراعة وهى مادة «كلوروبنزيل»، التى تظهر فى الاسم الكيميائى للمبيد «Chlorobenzyle diethylthiocarbamate».
يشير «رمضان»، وقد خرج متعرقاً بعد جولة الرش، إلى إحدى عبوات المبيدات التى تتوافر فى السوق تحت أسماء تجارية كثيرة: «دوا تانى للرز، بيقتل الحشايش، بينزل فى 3 عبوات ماتعرفش أنهى فيهم الأصلى وأنهى المضروب»، ويضيف بعد أن يمسح بطرف قميصه عرق وجهه: «والعلبة التانية دى كارثة، عبارة عن هرمون ومحرم دولياً على مستوى العالم كله، لكنه بيتباع فى مصر والدليل إنه فى إيدى».
كان مصدر فى لجنة المبيدات قد صرح لـ«الوطن» بأن لجنته الرقابية التابعة لوزارة الزراعة لا تضم سوى أقل من أربعين مراقباً على مستوى الجمهورية لديهم الضبطية القضائية، السبب الذى عزا إليه الدكتور مصطفى عبدالستار، نائب رئيس اللجنة القومية للمبيدات بوزارة الزراعة، ضعف الرقابة على بيع واستخدام المبيدات فى مختلف محافظات مصر.
لا يراقب أحد على أداء رمضان أبوالعرب وسلوكياته الخاصة برش المبيدات، فضلاً عن عدم مراقبة رش المبيدات نفسها، حيث يقول الفلاح: «بنزل أرش فى الأرض على حالتى كدة، زى مانا، ووزارة الزراعة مش بتهتم تشوف مين بيزرع إيه ولا بيرش أيه، كل اللى يهم وزارة الزراعة إنها تشوف واحد بانى مخالف على أرض زراعية تهدمله».
يتقافز الصغار من أبناء رمضان أبوعرب وأبناء شقيقته، فيما يتردد الابن الأكبر بين ساحة اللعب المتاخمة للأرض الزراعية وبين الحوض الذى يرشه الأب بالمبيد الخانق، عندما كان رمضان فى سن ابنه الأكبر، اعتاد على زيارة المشرف الزراعى الحكومى، «المشرف زمان كان بينصح أبويا وينصحنى، إنما المشرف دلوقتى عدو للمزارع، زمان كان هو اللى بيجيب لى الدوا بنفسه، يعنى من 15 أو 20 سنة مكانتش تلاقى محلات بتبيع مبيدات زى دلوقتى، المبيد لازم تشتريه من الجمعية الزراعية فى القرية اللى أنت تابع ليها، والمشرف كان بيفضل واقف قدامك لحد ما تخلص الرش. دلوقتى ماعدش الكلام ده». وفى الوقت الذى يرش فيه «رمضان» المبيدات فإن والدته وأخته غالباً ما تجلسان بالقرب منه وفى مهب الهواء الذى يحمل إليهم رذاذ المبيد، بينما تقومان بقطف أعواد الملوخية، أو ثمار الباذنجان.
«الجمعية الزراعية لو مش مقفولة مابنلاقيش فيها احتياجاتنا» يقول رمضان أبوعرب، الذى يذكر أنه تردد على مقر الجمعية الزراعية التابعة لقريته، للسؤال عن «أفرولات الرش» التى توفر حماية من آثار المبيدات الزراعية السامة «بس مالقتش» يردف المزارع.[SecondQuote]
تزداد نسب الفشل الكلوى فى قرية أبوعرب، وتعرفت «الوطن» على عدد من المزارعين ممن أصيبوا هم أو أى من أفراد أسرهم، وبحسب ما يردف به «أبوعرب»، فإن «نسبة الإصابة بالسرطان والفشل الكلوى والتهاب الكبد الوبائى فى القرية 90% من إجمالى السكان بسبب المبيدات دى».
لم يكن رمضان أبوعرب وحده الذى سعى لشراء ملابس واقية، لكن حسن عبدالحميد حسين، المزارع من مركز الرياض فى محافظة كفر الشيخ، كان قد تردد على الجمعية أكثر من مرة لسؤالهم عن مستلزمات الوقاية أثناء المبيدات، لكن فى كل مرة لم يجد مراده.
«أنا مصاب بفيروس الكبد، ومحتاج البدلة لأنى مريض ومش مستحمل» يقول المزارع النحيف، المصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائى من المرحلة الثالثة، والذى يرجح بعض المتخصصين أن المبيدات قد تسىء من وضع مرضه بما يوصله إلى مرحلة الفشل الكبدى.
لا توفر وزارة الزراعة ملابس واقية فى القرى، فضلاً عن عدم توافر مثل تلك المستلزمات فى الأسواق، مما يدفع الفلاحين لارتداء ملابسهم العادية أثناء رش المبيدات، الأمر الذى يضاعف حالات الاختناق الفورى أثناء الرش. ويردف الفلاح: «أنا مصاب بفيروس سى، ومريض بالكبد فى المرحلة التالتة، ولأنى مريض كبد دورت كتير على بدلة رش المبيدات علشان ألبسها لأنى مقدرش أستغنى عن الزراعة، ولو طلعت من الأرض أموت».
يضطر «حسن» للاستعانة بأبنائه، حتى فى تلك الأوقات التى يقوم فيها برش محصوله، «محمود ابنى فى 6 ابتدائى، والمدام كمان، الاتنين بيساعدونى فى كل حاجة لها علاقة بالفلاحة، وطبعاً منها رش المبيدات».
بعد الانتهاء من الرش، تكون كمية لا بأس بها من الرذاذ قد وجدت طريقها إلى رئتى «حسن»، الأمر الذى يتسبب فى إحساسه بالاختناق الشديد، والقىء المستمر فى نهاية وأثناء الرش، ويتابع «عبدالحميد»: «مفيش حد بيراقب من وزارة الزراعة على نوعية المبيدات اللى بنرشها، وطبعاً محدش بيهتم إحنا بنلتزم بتعليمات السلامة الخاصة بالرش أو لا. ولا حتى بيعملوا ندوات توعية يعرفونا أنهى الأسلم إننا نرش بالموتور ولا بالرشاشة».
تتفاقم المشكلة لدى بعض عمال الرش، الذين لا يمتلكون حيازات زراعية، وإنما يمتهنون العمل الزراعى ويتخصصون فى رش المبيدات لأصحاب الحيازات الكبيرة، «فيه ناس متخصصة عندهم ماكينة رش أو رشاشة، بيروح للناس يرشلهم بالفلوس، وفيهم ناس كتير مصابين، كل اللى على الموتور نهايته» يصف حسن عبدالحميد.
هرباً من الأضرار الصحية المصاحبة لرش المبيدات الكيميائية، بدون اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الأمراض، لجأ محمد أبوعرب، الذى حصل من وزارة الزراعة على لقب «الفلاح المثالى»، إلى «الزراعة العضوية»، كما يقول. وهى نوع من الزراعة لا يعتمد إلا قليلاً على الأسمدة والأدوية الكيميائية خلال زراعة المحاصيل.
ورغم ذلك، يحتفظ «محمد» ببدلة واقية فى منزله، لم يعد يستخدمها إلا قليلاً، موضحاً أنه من خلال الدورات التوعوية التى تنظمها وزارة الزراعة ولا يستفيد بها إلا عدد قليل من الفلاحين، صار أكثر خبرة بالاشتراطات المطلوبة لاستخدام المبيدات بشكل آمن؛ قائلاً: «رش المبيدات له تعليمات كتير لازم الفلاح يلتزم بيها، منها وقت الرش اللى المفروض يكون بين الساعة 7 صباحاً ولحد وقت الضهر، أو من العصر لحد المغرب، لكن الفلاح بيرش الضهر فى عز الحر. ومفيش مراقبة، من 2005 مجاتش على البلد لجنة متابعة لا من وزارة الصحة ولا مديرية الزراعة فى كفر الشيخ».
ويرجع الفلاح المثالى، عدم اهتمام الفلاحين بشراء مواد بسيطة للوقاية من المواد الكيميائية التى يعالجون بها أمراض النباتات، إلى أحوالهم المادية الصعبة، مواصلاً: «الفلاح أغلب من الغلب لأنه مفيش حيلته فلوس يجيب كمامات ونضارات وغيرها من مستلزمات الوقاية، فبيضطر يرش بدون ما يلبس أى حاجة تحميه، علشان كدة بتحصل حالات كتير بين الفلاحين تسمم».
ويذكر «أبوعرب» أن السنة الواحدة تُسجل فيها أعداد من الفلاحين لم تحصرهم أى جهة كما يقول يصابون باختناقات أو أمراض رئوية وتنفسية فورية، منها ما يلفت إليه: «السنة اللى فاتت واحد كان بيرش الرز قبل ما يخلص كانوا ناقلينه المستشفى. قعد فى المستشفى أسبوع وفضل حوالى شهر يتعالج، ولو فيه رش للقطن تحديداً بنلاقى يومياً ناس رايحة فى حالات تسمم للمستشفيات بنشيل الفلاحين لما بيقعوا فى أرضهم وقت الرش بطينتهم والدكاترة فى المستشفيات بيقرفوا يحطوا إيدهم عالفلاح».
فى محافظة الشرقية، لا يختلف الوضع مطلقاً، إذ لا توفر الجمعيات الزراعية فى القرى التى زارتها «الوطن» أى ملابس واقية للمزارعين لارتدائها أثناء رش المبيدات الكيميائية. يقطن سيد كيلانى فى قرية كوم حلين التابعة لمركز منيا القمح فى الشرقية. ويقول «كيلانى» الذى يعمل فى الزراعة إن الجمعية الزراعية لم توفر يوماً واحداً أى ملابس مخصصة لرش أدوية الزرع.
«وقت ما باجى أرش دوا على الخضار، الدوا اللى برشه بيعمل حرقان ولسعات فى الوش، وطبعاً بيخنق وبيخلى الواحد عايز يرجع، وعلى المدى البعيد طبعاً ممكن يجيب أمراض» يضيف «كيلانى».[ThirdQuote]
احتياطات ضعيفة، غير مجدية، يلجأ إليها فلاحون كثيرون أثناء الرش، منها أن يخلع الفلاح قطعة من ثيابه ويلفها حول وجهه لصد رذاذ المبيد المتطاير من الوصول لأنفه. فيواصل المزارع قائلاً: «ساعات بشيل شال وألفه حوالين وشى.. بس ولا بيعمل حاجة».
وتنتشر الأمراض الكبدية فى قرية «كوم حلين» التى يسكنها «كيلانى» والتى يعمل أغلب سكانها فى مجال الزراعة، بحسب ما يقول.
أجرى محمد نور الدين، أستاذ الأسمدة الحيوية بمركز البحوث الزراعية فى كفر الشيخ، عدة دراسات عن خطورة المبيدات الزراعية المستخدمة، الأمر الذى دفعه لدراسة «الزراعة العضوية» التى لا تعتمد على أى مركبات كيميائية فى الزراعة وتعتمد فقط على المواد الطبيعية فى تسميد الأراضى ومكافحة الآفات.
ورصد أستاذ الأسمدة عدداً من الحالات المصابة بأمراض تنفسية وكبدية وكلوية بين المزارعين الذين لا يلتزمون بالاحتياطات المطلوبة لسلامتهم أثناء رش المبيدات، وذلك أثناء جولاته فى إطار تجارب يجريها هو وفريق من مركز البحوث الزراعية بالتعاون مع وزارة الزراعة.
ويوضح «نور الدين» أسلوباً للاحتياط من الآثار السلبية للمبيدات قائلاً: «أول شرط لتقليل خطورة المبيدات على صحة المزارعين، هو عدم الإسراف فى استخدام المبيدات باتباع نظام المقاومة المتكاملة، والذى يبدأ بمتابعة الزراعة أولاً بأول، وأن يتم مقاومة مناطق ظهور الآفات الزراعية فقط وليس كل الأرض الزراعية».
التوقيت المناسب لرش المبيدات، والمناخ المناسب شرطان أساسيان لـ«رش آمن» كما يقول نور الدين، الذى يضيف أنه رصد سلوكيات خاطئة يقوم بها المزارعون «منها إن الفلاح يستخدم يديه مباشرة لفتح عبوة المبيد وإذابته وخلطه فى المياه لتخفيف تركيزه بدون ارتداء أى قفازات أو واقيات لليدين. ويتعامل مع المبيد وكأنه مياه نظيفة، ويرش من خلال الرشاشة بدون ارتداء أى واقيات».
وينتقد أستاذ الأسمدة الحيوية، الأجهزة التنفيذية والرقابية فى وزارة الزراعة، والتى يقول إنه عليها «توفير الزى الخاص بالوقاية من أخطار المبيدات، أو على الأقل توعية المزارعين بضرورة الالتزام بالزى الواقى أثناء رش المبيدات».
«لو لم تتوافر بدلات الوقاية من المبيدات، فعلى الفلاح أن يشترى زياً مخصصاً للرش فقط، وقفازات لليدين لخلط المبيد فى المياه وارتدائها أثناء الرش، وكمامات من أرخص نوع فى السوق مع وضع قطعة من القطن داخل الكمامة أثناء الرش لتقليل آثار استنشاق المبيد المتطاير فى الجو. وحذاء طويل مخصص للرش» يقول أستاذ المبيدات.