عمرو يوسف: «ظرف أسود» بُتر على يد موظف بـ«النيل للدراما»
واصل الفنان عمرو يوسف مزاحمته الكبار، بنجاحه هذا العام فى فرض نفسه فى السباق الدرامى بمسلسل «ظرف أسود»، الذى استقطب الجمهور والنقاد، على حدٍّ سواء، بل حاز على إعجاب الكثير منهم، لما يتضمنه من إثارة وتشويق عبر أحداثه، إضافة إلى تقديمه شخصية مركبة، تحتاج لأن يتصدى لها ممثل قوى، يمتلك أدواته. ويكشف «عمرو» فى حواره لـ«الوطن» عن ردود الفعل التى تلقاها عن هذه التجربة، كما يكشف ملابسات قيام قناة «النيل للدراما» بحذف مشاهد من مسلسله الجديد. ويوجه رسالة قوية إلى القائمين عليها، إلى جانب تعليق عمرو يوسف على الموسم الرمضانى، وإبداء رأيه فى ظاهرة انتشار الشتائم والألفاظ الخارجة، هذا العام فى الدراما التليفزيونية، ويتحدث عن ظهوره كضيف شرف فى مسلسل «استيفا»، وغيرها من التفاصيل فى هذا الحوار..
■ كيف جاءت ردود الفعل حول مسلسلك «ظرف أسود»؟
- ردود الفعل أكثر من جيدة، والجمهور مُعجب بعناصر العمل كافة، من تمثيل وكتابة وإخراج وإضاءة.. إلخ، فضلاً عن انجذابهم لطابع الإثارة والتشويق، اللذين تتمحور حولهما الأحداث، لا سيما أن نهاية كل حلقة لا تقل فى التشويق والجذب عن نهايات باقى الحلقات، وذلك على عكس العديد من المسلسلات، «اللى بيجوا فى النص ويريحوا»، لكن «ظرف أسود»، يتسم بتصاعد أحداثه من حلقة إلى أخرى، وارتفاع نسبة مشاهدته بالتبعية.[FirstQuote]
■ لكن النصف الأول من الحلقات اتسم ببطء الإيقاع، حسب بعض الآراء؟
- أختلف مع هذه الآراء، وأحترم أصحابها فى الوقت ذاته، لإيمانى بحق كل شخص فى تكوين وجهة نظره، لكنى أرى أن الحلقة الأولى شهدت وقوع حدثٍ ضخم، نادراً ما يتم البدء بمثله فى العديد من الأعمال التليفزيونية، وهو اكتشاف «يوسف» خيانة زوجته، وهى الواقعة التى أثارت جدلاً بين الجمهور، كون «يوسف» وزوجته هما بطل وبطلة المسلسل، فكان التساؤل الأبرز: «هيكملوا المسلسل إزاى بعد كده؟» ومن هنا تولد عنصرا الإثارة والتشويق.
■ ألا ترى أن دورك فى «ظرف أسود» قريب من دورك فى «عد تنازلى»، بالتحول من شخص طيب إلى شرير؟
- لا مجال للمقارنة بين الدورين لأسباب عدة، أولها اختلاف البيئة والطبقة الاجتماعية، التى انتمى إليها «سليم» فى «عد تنازلى»، عن «يوسف» فى «ظرف أسود»، كما أن الأول كان ناجحاً، وقرر أن يعيش حياته «جنب الحيط»، لكنها انقلبت إلى النقيض بعد مقتل ابنه، وهنا لم يعد أمامه ما يبكى عليه، فتحول إلى قاتل يقتل عن اقتناع وبدم بارد، ودخل مرحلة «القتل الهستيرى»، لكن الوضع يبدو مغايراً فى «ظرف أسود»، فبعيداً عن جزئية البيئة والمستوى الاجتماعى اللذين أشرت إليهما سلفاً، فـ«يوسف» انقلبت حياته بعد اكتشافه خيانة زوجته، لكنه ظل خائفاً على ابنه، ويسعى لتأمين مستقبله بشتى الطرق، ويسعى لانتزاعه من أيدى مطلقته، وبعيداً عن هذا وذاك فهو لم يرتكب جرائم قتل كالتى ارتكبها «سليم»، لأن الأخير كان «طايح فى الكل».
■ وما نقاط التشابه بينك وبين «يوسف»؟
- ليس هناك نقاط تشابه بيننا، لأن «يوسف» شخص سلبى إلى حد ما، ولا يتخذ قرارات صارمة، ويعد إنساناً مغلوباً على أمره، وهذه الصفات ليست موجودة أو متأصلة فى تركيبتى الشخصية.
■ هل تدخلت فى تغيير مواعيد عرض المسلسل على قناة «Ten» الفضائية؟
- لم أتدخل من قريب أو بعيد، وعلمت بخبر تغيير المواعيد كحال الجمهور العادى، لكن المشاهدين أبدوا اعتراضهم على موعد العرض، الذى كان يذاع فى التاسعة مساءً، وهو التوقيت الذى يتزامن مع إقامة صلاة العشاء والتراويح، مما دفعهم إلى المطالبة بتغيير الموعد عبر «فيس بوك»، وقوبل طلبهم بالموافقة من جانب إدارة القناة، بعد مرور 10 أيام من شهر رمضان، وهذا يعد أكبر دليل على نجاح المسلسل، وتمتُّعه بنسبة مشاهدة مرتفعة.
■ وماذا عن موقفك من عرض مسلسلك حصرياً هذا العام؟
- ما زال «العرض الحصرى» غير مُحبب إلى قلبى، رغم تحقيق «ظرف أسود»، نسبة مشاهدة مرتفعة، لكنى أتمنى عرض أعمالى دائماً على كل قنوات العالم، إلا أن حسابات السوق تظل هى المتحكمة فى هذه المسألة، علماً بأن الفنان عندما يكون مطلوباً بشكل حصرى، فهذه خطوة للأمام بالنسبة إليه، لكن ما يسعدنى أكثر أن أرى مسلسلى مذاعاً عبر العديد من المحطات الفضائية.
■ بعد واقعة حذف «النيل للدراما» عدداً من مشاهد «ظرف أسود».. ما الحل فى رأيك لتفادى تكرار هذه الأزمة مستقبلاً؟
- الحل يكمن فى عدم عرض أعمالنا على «النيل للدراما»، لأن «فكرهم عمره ما هيتغير»، وهذا الفكر لا علاقة له بالفن أو القوانين، وإنما يرتبط بإقدام موظف على حذف مشاهد مهمة، خوفاً من تعرُّضه للتوبيخ أو التعنيف من جانب مديريه، وسنظل على هذه الحالة أبد الدهر، مما يجعل التليفزيون المصرى يشهد خسائر لا مكاسب، وأرى أن الفترة التى تولى فيها المهندس أسامة الشيخ رئاسة التليفزيون، أحدث انتفاضة فيها تحت شعار «حصرى على التليفزيون المصرى»، مما جعل الجمهور يلتف من جديد حول «قنوات النيل»، وبعيداً عن هذا وذاك أرى أن «النيل للدراما» لجأت إلى سياسة «البتر» لا «الحذف» مع «ظرف أسود»، بدليل بترهم مشهداً مهماً فى الحلقة الثانية، علماً بأن عدم وجود هذا المشهد يهد المسلسل ككل، لأنه كان مبنياً عليه تفاصيل عديدة فى باقى الحلقات.
■ معنى كلامك أنك لا تتمنى عرض أعمالك مجدداً على هذه القناة؟
- أحب عرض أعمالى على مختلف قنوات العالم، فما بالك بتليفزيون بلدى، الذى أتشرف بعرض أعمالى عليه، وأرى أن الجمهور لا بد أن يشاهد أعمالنا من خلاله، لكنى لا أريد قيام التليفزيون المصرى، أو أى محطة فضائية بحذف مشاهد من أعمالنا، وفقاً لأهوائه، بما يخل بدراما العمل نفسه، حيث إن واقعة «النيل للدراما» مع «ظرف أسود»، جعلت الجمهور غير مستوعب تسلسل الأحداث، مما دفعهم إلى سؤالنا عبر «فيس بوك» بقولهم: «إيه يا جماعة إحنا مش فاهمين حاجة، انتو عاملين مسلسل وحش»، وهنا تدخل المخرج أحمد مدحت وأنا، لتوضيح المسألة برمتها، لأننا لن نسمح بأن يقال عن مسلسلنا إنه سيئ، لمجرد قيام قناة بحذف مشاهد مهمة منه دون أن نقترف ذنباً حيال ذلك، وهنا أقول لإدارة القناة: «مش عاجبك المسلسل ماتعرضهوش عندك من الأول.. قول مش عاوزه»، خاصة أن «ظرف أسود»، لم يتضمن لفظاً خارجاً أو خادشاً للحياء.
■ وكيف ترى ظاهرة انتشار الشتائم والألفاظ الخارجة فى الأعمال التليفزيونية؟ وهل تجد تداولها استجابة لفكرة الواقعية مثلما يبرر مستخدموها دائماً؟
- لا أحب تنصيب نفسى حكماً على أعمال زملائى، لكن إذا زاد موضوع الألفاظ عن حده، ولم يُقدم فى إطار درامى محترم، ستجد الجمهور ينفر منه وحده، لأنه سيستشعر أن الشتيمة «وجعت ودانه»، لكن إذا قُدمت فى إطار درامى حقيقى، واقتنع المشاهد بالشخصية الدرامية الموجودة أمامه، وأحس أنها لا بد أن تتلفظ بهذا اللفظ، فسيمر عليه مرور الكرام دون أن يزعجه.
■ هل استعنت ببديل أو «دوبلير» فى مشاهد الحركة؟
- لا أستعين بـ«دوبلير» فى أعمالى الفنية، ومشاهد الأكشن فى «ظرف أسود» كانت بسيطة، وقدمت أصعب منها فى أعمال أخرى، ولا أريد تصنيف المسلسل تحت قالب «الأكشن»، كون أغلب المشاهد التى دارت فى هذا الإطار كانت سهلة وبسيطة وقدمتها بنفسى.
■ ألم تجد فى تعاونك مع المؤلف أيمن مدحت مغامرة، كون المسلسل أولى تجاربه فى الكتابة؟
- ربما أشعر بالخطورة عندما أتعاون مع مخرج لأول مرة أو مدير تصوير، لكن المؤلف «بضاعته حاضرة»، فمثلاً عندما أقرر شراء سيارة فأراها بعينى وأتفحّصها جيداً، وبناءً عليه أقرر شراءها من عدمه، ووفقاً لهذا المثال فأنا تلقيت سيناريو جيداً، مكتوباً باحترافية شديدة، وأعجبت بمضمونه، بغض النظر عن اسم كاتبه، أو خبراته فى مجال الكتابة، ولذلك كانت المخاطرة أقل نسبياً، لا سيما أننى بدأت تصوير «ظرف أسود»، وبحوزتى 25 حلقة.
■ كيف تُقيّم تعاونك مع التونسية درة وإنجى المقدم؟
- «ظرف أسود» يعد التعاون الأول بينى وبين «درة»، ونحن أصدقاء منذ فترة طويلة، وسعدت بالتعاون معها، لأنها فنانة مجتهدة، وقدمت دورها بشكل مختلف رغم صعوبته، أما إنجى المقدم فتعاونا معاً فى مسلسل «طرف ثالث»، وأنا أحبها كثيراً على الصعيد الإنسانى، وأداؤها التمثيلى يتطور بشكل ملحوظ، ودائماً ما أسمع تعليقات عنها من الجمهور، بأنها «بتدخل القلب وروحها حلوة»، ولا أود أن يقتصر حديثى على «درة»، و«إنجى»، لأن باقى الفنانين قدموا أدوارهم على أفضل ما يكون، فالفنان صلاح عبدالله، وهو أستاذ كبير، وأخ أكبر، جسّد شخصية «سليم دربالة» بشكل رائع، ورأينا الفنان محمود البزاوى فى ثوب جديد ومختلف، والأمر ذاته بالنسبة إلى باقى زملائى فى هذا العمل.
■ لكن تردد أن «درة» افتعلت أزمات أثناء التصوير، وتحديداً مع زميلتها إنجى المقدم.. فما حقيقة ذلك؟
- أخبار عارية من الصحة، بدليل أن الخلاف المزعوم بين «درة»، و«إنجى»، حسبما نُشر، وقع أثناء إقامة منتج المسلسل حفل سحور، علماً بأن المنتج لم يقم حفل سحور أو إفطار، لأننا مشغولون بالتصوير حتى 28 رمضان.
■ ماذا عن ظهورك كضيف شرف فى إحدى حلقات مسلسل «استيفا»؟
- استمتعت بهذه التجربة، كونها تحمل فكرة ذكية وبراقة، وسعدت بالعمل مع عباس أبوالحسن، لأنه فنان محترف ومحترم، وأعتقد أنهم بصدد تكرار التجربة نفسها العام المقبل.