بروفايل| الشيخ محمد جبريل.. دعا الله فمنعته "الأوقاف"
صوت عذب، بكاء حار، وأعداد بالآلاف في ليلة وترية من شهر كريم، يُحتمل أن تكون ليلة القدر، يقف إماما وراءه الآلاف ممن جاءوا من جميع ربوع مصر للصلاة في ذلك المسجد العتيق، أملاً في أن يحالفهم حُسن القدر وأن يتقبل الله لهم دعاء في ذلك اليوم الكريم.
إنه ذلك الشيخ الذي يندمج معه وينفجرون بكاء، اشتهر بحسن الدعاء في ليلة القدر أكثر من قراءة القرآن، يظل يدعو ويدعو ومن خلفه يبدو أنهم حقا قد نسوا الدنيا، منذ عام 1988 وهو يؤم المصلين في في صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص، في رمضان، بخاصة تلك الليالي الوترية من العشر الأواخر، يدعو دعاء القنوت لما يزيد أحيانا على الساعة، والمصلون خلفه لا يكلون ولا يملون، بل يبكون وإلى ربهم يتضرعون.
إنه الشيخ محمد جبريل الذي قررت وزارة الأوقاف منعه من العمل أو الخطابة داخل أي مسجد في مصر، على خلفية دعائه أمس بمسجد عمرو بن العاص، حيث دعا جبريل وقال "اللهم عليك بمن سفك دماءنا، ويتّم أطفالنا، اللهم عليك بالإعلاميين الفاسدين، سحرة فرعون، اللهم عليك بالسياسيين الفاسدين، اللهم عليك بمن ظلمنا، اللهم عليك بمن اعتدى على حرمات البيوت، اللهم عليك بمن طغى وتجبر، اللهم عليك بشيوخ السلطان".
"من أصحاب الوجوه المتلونة" هكذا وصفه الشيخ محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بعد تفاسير وتأويلات أثيرت حول دعاء الرجل، بعد أن سمحت له الوزارة باستثناء إمامة صلاة التراويح في ليلة 27 من رمضان على عادته، وأيضا ناشد الوزير الأوقاف التليفزيون المصري وقف إذاعة أي أعمال لمحمد جبريل، لافتا إلى أنه لن يسمح لجبريل بالإمامة في أي مسجد من مساجد الأوقاف، مشيرا إلى أنه تم إعادته إلى منزله اليوم.
في مدينة طحوريا، محافظة القليوبية، ولد محمد محمد السيد حسنين جبريل، وحفظ القرآن الكريم وعمره 9 سنوات، فاز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية والعالم الإسلامي أكثر من مرة في مسابقات القرآن، ونال العديد من الأوسمة من البلاد الإسلامية التى زارها.
حصل على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر الشريف، وعمل قارئاً ومعداً للبرامج الدينية بالتليفزيون الأردني. كما عمل مدرساً للقرآن الكريم فى الجامعة الأردنية، وألقى عدة محاضرات في المراكز الإسلامية في عدة دول، تناول خلالها علوم القرآن الكريم، وأيضا أشرف على إقامة المركز الإسلامي العالمي لعلوم القرآن بالقاهرة ويدرس فيه الآن أكثر من ألف طالب وطالبة.
سجل القرآن الكريم بصوته فى الإذاعة والتلفاز بالأردن والإذاعات العربية والعالمية، كما قام بتسجيل أكثر من مصحف مرتّل بصوته على شرائط تسجيل وأسطوانات، ويعود أول مصحف مرتل سجله بصوته إلى مسجد عمرو بن العاص، كما سجل عدة حلقات بالتليفزين المصري، في البرامج الدينية وأهمها البرنامج الرمضاني "آية ودعاء" و"الرحمن علم القرآن".