د. عادل حسين: قيادات "الوطن السلفى" كانوا يعتبرون أنفسهم "حزب الله"
قال الدكتور عادل حسين، المستقيل من منصب نائب رئيس اللجان المتخصصة بحزب «الوطن»، إنه لم يكن يربط الحزب بالدين سوى «صلاة الجماعة»، ولم يكن حزباً قائماً على الدين بل على التجريح والكذب والخداع. وكشف حسين خلال حواره مع «الوطن» عن قيام أتباع «يسرى حماد» فى الحزب بتصوير زوجة قيادى بالحزب ونشرها على مواقع «جنسية» لابتزازه، وأكد أن الإخوان سيخوضون الانتخابات البرلمانية على قوائم حزب الوطن. وإلى نص الحوار:
■ لماذا تقدمت باستقالتك من حزب «الوطن» السلفى؟
- عندما دخلنا حزب الوطن وضعنا شروطاً أمام رئيس الحزب تشمل عدم التوجه لتيار بعينه بعيداً عن عباءة الإخوان أو السلفيين لكننا اكتشفنا عكس ذلك، فكان هناك انحياز لجماعة الإخوان بشكل كامل، وبدأنا نشكل فيلقاً من تنظيم الإخوان، وتحول الحزب إلى آلات إخوانية بشكل سلفى لإيجاد بديل حزب النور وضرب التيارات الإسلامية، وإظهار أن حزب الوطن هو الصوت السلفى الوحيد فى مصر، وكان أحد أسباب الانشقاقات بين النور وجبهة الدكتور عماد عبدالغفور هو خيرت الشاطر، الذى كان يقود الدولة والأحزاب الإسلامية، وانعقدت جلسات واتفاقات بين الحزب والإخوان، وهو ما رفضناه، حتى لا نكون أداة لتمكين الإخوان من الحكم، وتم استغلال «عبدالغفور» منذ توليه منصب مساعد رئيس الجمهورية، وأعلنت اللجان المتخصصة بالحزب الاستقالة، وحاولوا إعادتنا لمناصبنا، وكانت هناك اتصالات بيننا وبين رئيس الحزب والمتحدث باسم الحزب الدكتور أحمد بديع لكننا رفضنا العودة.
■ كيف تعامل حزب الوطن مع الإخوان؟
- «عبدالغفور» لم يكن راضياً عن سياسات الإخوان، ووعده المعزول محمد مرسى بالحصول على 6 وزارات فى تشكيل حكومة هشام قنديل، وجهزنا كوادرنا للتشكيل لكن لم يتم اختيار شخصية واحدة لحقيبة وزارية أو محافظين ومنذ ذلك التوقيت حدثت انشقاقات داخل الحزب فهناك جبهة الدكتور يسرى حماد نائب رئيس الحزب الذى طالب «عبدالغفور» بالاستقالة من الرئاسة رداً على إهانة الحزب وأن يتم إعلان استقلال الحزب عن الإخوان، لكن رئيس الحزب رفض ذلك، ووصف الأمر بالذكاء الحزبى بمعنى أن نبقى معهم فى الرئاسة وفى نفس الوقت نعمل على إفشالهم، فتم تشكيل حكومة موازية لحكومة «قنديل»، وسعينا لإظهار عجز الإخوان وكانت ورقة مبارزة مع الإخوان.
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
- استمر الصراع، وظهر محمد نور نائب رئيس الحزب ليساند «حماد» ضد «عبدالغفور» لإقالته من منصب الرئيس، وحدثت كوارث وهجوم على أعراض شخصيات بحزب الوطن، حيث تم تصوير قيادى بالحزب تابع لـ«عبدالغفور»، وزوجته وتم تركيبها على شخصيات بمواقع إباحية ونشرها على الإنترنت على أنهم يمارسون الرذيلة وتم التعرف على فاعلها من جبهة يسرى حماد، ولما تقدمنا بطلب رسمى للتحقيق عرفنا أن رئيس الحزب ليس له سلطان وغير قادر على فصل أحد، ولم تكن المسألة لها علاقة بالدين منذ البداية فكان هناك تجريح وكذب وخداع.
■ كيف تعامل الإخوان مع «عبدالغفور» كمساعد للرئيس؟
- حدثت خلافات كثيرة بينه وبين الإخوان، فـ«عبدالغفور» لم يكن يحب الإخوان وسياستهم، والإخوان من جانبهم همشوه، وكان يفضل المنصب الرئاسى عن الحزبى، وحاولنا إقناعه بأن الإخوان لن يستمروا فى السلطة طويلاً لكنه رفض ذلك وكان مفتوناً بسلطتهم.[FirstQuote]
■ هل تم استخدام قصر الرئاسة كمقر لحزب الوطن؟
- كنا نجتمع فى قصر مساعدى رئيس الجمهورية بالاتحادية، فى قصر الشرطة العسكرية، ولم يكن هناك فصل بين المنصب الرئاسى وعمله كرئيس للحزب، فكنا نجتمع بالقصر ونناقش قضايا الحزب، بل إن «عبدالغفور» عين شخصيات سلفية تابعة لحزب الوطن، داخل مقر الحرس الجمهورى.
■ هل كان هناك وجود للإخوان بالحزب؟
- كانت هناك خلايا إخوانية بقيادة راضى شرارة عضو الهيئة العليا للحزب، وأتذكر أنه أقسم أكثر من مرة بأنه لن يكون هناك فصيل سياسى يحكم مصر على مدار التاريخ والمستقبل سوى «الإخوان»، وكان لديه تعصب للإخوان فوق الوصف.
■ وماذا عن علاقة الحزب بالدين؟
- ضاحكاً.. آخر علاقة الحزب بالدين هو الصلاة الجماعية فقط، وما شاهدنا فى الحزب هو ألفاظ تعبر عن الجهل السياسى والدينى من القيادات، وأذكر واقعة حدثت مع رئيس الحزب كان يرفض تدخل «مرسى» وتوجيه لوم للوزراء، وكان يقول «كيف يلوم الرئيس الوزراء وهناك رئيس للوزراء؟»، فقلت له إن رئيس الجمهورية هو الرئيس الفعلى للوزراء والمشرف عليهم، أما منصب رئيس الوزراء فهو رئيس مجلس الوزراء، ولم يكن «عبدالغفور» يعلم ذلك.
■ هل كان الحزب يهتم بالأمن القومى؟
- كنت أعانى فى توصيل ذلك المفهوم لطوائف وأشخاص يقتصر فهمهم للأمن القومى على أنه الدفاع عن الأرض من المعتدين من الخارج، هم أصلاً لا يهتمون بالمفاهيم الاقتصادية ولا يعرفونها. رأيت أشخاصاً لا يهتمون إلا بالمكاسب الحزبية الممولة من غيرهم وأقصد بكلمة غيرهم ليس أشخاصاً ولا هيئات بل دول، أناس يدعون أنهم يعملون لصالح البلد وهم كذابون أفاكون فهم لا يعملون إلا لأنفسهم على حساب أى شىء.
■ كيف كانوا يستغلون الدين فى السياسة؟
- كان هناك خلط للمفاهيم، بمعنى «أعطنى صوتك وانضم لحزب الله ورسوله»، يقولون للعوام والمتعلمين «لأنك تحب الله ورسوله لا تعطى صوتك إلا لمن يتبع الله ورسوله»، ويقصد طبعاً فى الشكل والمظهر والكلام، ولا يقول لك مثلاً لا تعطى صوتك إلا لمتخصص رغم أن الله يقول «اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، فيختار من الدين ما يدعمه ويصلح أن يدخل تحت ظلاله ويترك أى شىء آخر، أليس ذلك بالإفك والكذب؟ صوتك عندى كحزب تؤجر عليه بالحسنات وكأن صوتك عند غيرك لا يجلب إلا السيئات، وهناك أمر آخر يلعبون به فى كل انتخابات وهو تطبيق الشريعة الإسلامية، وفى ذلك المفهوم حدث ولا حرج من الاستخفاف بالعقول ودغدغة مشاعر محبى الله وشريعته وكلنا نحب الله وشريعته ولكن اختزال الشريعة فى تطبيق الحدود هو كذب وافتراء، لأن بعض الحدود مطبقة بالفعل وللأسف ينجحون مع فئة لا تعرف دينها ولا تعرف دنياها ومع ذلك تراهم فى لجنة وضع الدستور يلجأون إلى المواءمات ومحاباة من حولهم لوصفهم بأنهم وسطيون وتنويريون لحجز مكان، فإذا تم ذلك رأيت الفكر المتشدد والأجندات تطفو على السطح بل والخلافات والمشاحنات وسوء الأخلاق، فأين الشريعة وأين المظهر الإسلامى؟ لا شىء.[SecondQuote]
من خلط المفاهيم أيضاً أنهم يوهمون أنفسهم ومن حولهم أنهم طلاب للآخرة وما عند الله، ومن سواهم هم طلاب للدنيا وأقسم بالله أنهم ليسوا إلا طلاباً للدنيا فقط بل متكالبون عليها فى منافسة غير شريفة وهذا ما دعانى أنا وزملائى إلى الاستقالة فى عز مجدهم وتمكنهم قبل وقوع الإخوان بفترة.
■ وما الذى كانت تجنيه القواعد من ذلك؟
- كانوا يقولون لهم «عندى كل المكاسب»، حيث تجتمع ما تسمى الهيئة العليا للحزب ويتفقون قبل الانتخابات بفترة على خطة الحزب فى المحافظات التصويتية العليا وإعطاء الناخبين خدمات غذائية وتموينية بأسعار منخفضة جداً، وخدمات تعليمية فى شكل دروس ومجموعات تقوية وخدمات صحية وطبية وعلاجية ودينية، كله موجود، حتى الوظائف وطبعاً التمويل جاهز بعشرات بل بمئات الملايين، والشعار معروف «معنا تكسب دنياك وآخرتك».