كلمة «الوطن».. كل عيد وأنتم أبطال
أنت الآن فى الساحل الشمالى أو العين السخنة أو حديقة أو سينما.. تقضى أياماً سعيدة فى العيد.. أنت مع زوجتك وأبنائك آمن بعكس أشقائك فى سوريا وليبيا والعراق واليمن.. لماذا..؟ لأن ثمة رجالاً على الجبهة يقاتلون من أجل أن تعيش تلك اللحظات الآمنة.. أنت تتحرك بحرية فى كل مكان، لأن ضابطاً أو جندياً يجوب الصحراء فى شمال سيناء وفوق ظهره ٤٥ كيلوجراماً من الذخيرة، بينما يطل زميل له برأسه من مدرعة ليواجه ثعبان الإرهاب القادم من جحر بلا عنوان.. إنها الحالة المصرية الفريدة فى منطقة تغرق فى بحر الموت المجانى..!
فى مصر وحدها.. يموت الضابط والجندى، ليس لكى نعيش فحسب.. وإنما من أجل أن نحتفل بأعيادنا مثلما اعتدنا وكأن شيئاً لا يحدث.. انظر حولك ستجد أن عيدك لا يختلف كثيراً عن الأعوام السابقة: شواطئ وحدائق ومولات وسينما.. وفى البيت الذى بجوارك تقبع أم وزوجة وأبناء فى انتظار القادم الذى لا يأتى.. هو لن يقضى العيد معهم.. لكنه فى أى لحظة قد يتحول إلى خبر فى رسالة نصية على الموبايل، أو نبأ عاجل على شريط الأخبار فى الفضائيات، أو سطر فى موقع إلكترونى.. ثم جنازة عسكرية، وصورة على لوحة الشرف فى مجلد البطولات والخلود بالقوات المسلحة.. الأم والزوجة والأبناء يموتون فى كل لحظة ألف مرة، سواء عاد البطل على قدميه أو ملفوفاً بعلم مصر.. فالموت أكثر قسوة فى انتظاره.. وهو ينزع روح الأحباب قبل الشهيد.. الحياة بدونك يا بطل تنقصها الحياة.. ذهبت طواعية إلى الموت، كى يأتى علينا العيد ويمضى كأى عيد.. أنت وحدك جعلته عيداً.. وفى السماء كان عيدك..!
فى الجيش والشرطة.. العيد ليس عيدهم بل عيدك أنت.. تحتفل بين أحبابك، وهم أعين ساهرة فى كل مكان.. أغلبهم لم يدخل بيته منذ أشهر عدة.. أمس وصل عدد رؤوس الثعابين التى قطعها الأبطال فى ٤٨ ساعة إلى ٥٩ إرهابياً.. بينما دخل لوحة الشرف والفداء ٧ شهداء سيقضون العيد فى السماء.. إليهم جميعاً وإلى أبطال الجيش والشرطة: كل عام وأنتم أبطال..!