كرتونة "عم أحمد" تتحول لدكان يحمله فوق رأسه: "أكل العيش مر"
كرتونة صغيرة يحملها فوق رأسه بعد أن تحولت إلى "دكان متنقل" يحمل بضاعته، يتجول به في حواري منطقة الغورية، فيلفت الأنظار إليه وهو يصيح "ولاعة بجنيه، قصافة بجنيه، حجارة ريموت وقلم".
"أنا شغال في الحاجات دي من سنة 1990، كنت شغال في فرنة وأنا صغير ولما زهقت من الصنعة سبتها"، قالها الحاج أحمد السيد صاحب الـ63 عاماً، يخرج من منزله في الحادية عشرة صباحاً، ليبدأ جولاته في مناطق الحسين والغورية والعتبة والموسكي "الفكرة دي جت لوحدها، بطلع على الحسين أبيع فيها، وكمان الناس بتحب الحاجة المختلفة وخصوصًا الأجانب".
صعوبة حمل "الكرتونة" دفع عم أحمد أن يضعها فوق رأسه، لما يقضيه من ساعات طويلة في العمل، ويقول: "الكرتونة بتكون تقيلة على إيدي، بشيلها على دماغي أفضل لأن طول اليوم بلف على رجلي".
يشتري "عم أحمد" بضاعته من عمارة "دوقة" بحارة اليهود والتي تحتوي على كل مصنفات الخردوات -حسب قوله، ويتابع: "في أيام مبقدرش أعمل فيها بـ10 جنيهات، وأيام تانية ربنا بيعوضني فيها"، يرفض عم أحمد المكوث في البيت، فمنذ صغره وهو يعتاد على العمل الشاق "أنا طول ما فيا نفس وفي بركة هفضل أشتغل وأجري على لقمة عيشي".
يعيش عم أحمد بمفرده بعد زواج أولاده ووفاة زوجته، يقول: "أنا مبقاش حيلتي حاجة غير الكرتونة ولما بتقرب تنتهي بجددها".
يرى أن العمل في المترو شاق ويعرض البائع للمخاطر، فهو يشعر بالراحة في تنقله بالشارع "أنا مش بحب شغل المترو لأن ممكن ياخدوا الكرتونة مني وأدفع غرامة، وجربت ده مرة وحجزوني وخدوا كل فلوسي، وأرض الله واسعة وبلف وأشتغل وأنا مرتاح".