الجبالي في حوار لـ"الوطن": النخبة أصبحت ضعيفة بسبب "المصالح الضيقة"
■ ما رأيك فى أداء النخبة المصرية فى الوقت الحالى؟
- أداء النخبة أصبح ضعيفاً ومتراجعاً ولا يوجد استيعاب لديهم بطبيعة المرحلة ولم يعد لديهم ابتكار للحلول التى تسمح لهم بقيادة الجماهير، ولهذا تبدو الجماهير المصرية مشتتة دون قيادة، وهذا أخطر ما فى المشهد لأننا نعلم أن بناء النظام السياسى والثقافى والفكرى الداعم لثورتين بكل أسف هو مسئولية النخبة التى عجزت عن قيادة الجماهير، والنخبة الثقافية والفكرية متراجعة أيضاً فى قدرتها على رسم خريطة للشعب المصرى فى أن يكون لديهم وضوح فى الرؤية، والسبب وراء تراجع أداء النخبة أنهم أصبحوا من أصحاب المصالح الضيقة ولم يعلوا مصلحة الوطن ولم تحاول الخروج من الشرنقة إلى أفق تفكير خلاق.
■ ما آخر التطورات فى التحالف الشعبى الجمهورى للقوى الاجتماعية؟ وهل ستشاركون فى الانتخابات المقبلة؟ وما استعداداتكم؟
- سوف نشارك فى الانتخابات المقبلة على قائمة القاهرة والدلتا ولن نغيب عن المشاركة فى الانتخابات، وقد اجتمع قيادات التحالف الجمهورى وقررنا المشاركة من خلال مشروع برنامج عمل وطنى لمحاولة التأثير الفعال داخل المجلس، ولكن لا نسعى للسيطرة على المجلس، ولكن نطرح رؤية وطنية يمكن التحلق حولها فى هذه المرحلة، وهناك بعض عروض الانضمام من بعض التحالفات الانتخابية ولكن نرهن فكرة الدخول فى تحالف على أساس عمل وطنى وسياسى وليس على أساس الاختيارات الشخصية ولا على المحاصصة الحزبية.
■ هل هناك تواصل مع قائمة «فى حب مصر» للانضمام إليها؟ وما رأيك فى الاتهامات التى وجهت لها حول كونها مدعومة من قبَل الحكومة؟
- الاتهامات التى وجهت لقائمة «فى حب مصر» بهذا الشأن أساء إليها كثيراً وللنظام أيضاً، وهذا أوضح أننا فاقدون للرشد السياسى وغير قادرين على الحركة واحترام إرادة الشعب المصرى، وخروج رئيس حزب الوفد بتصريح عقب اجتماع رئيس الوزراء حيث أعلن أنه طلب منه الانضمام للقائمة والارتضاء ببعض المقاعد القليلة وخروج بعض القيادات تتحدث حول أنها مدعومة من أجهزة أمنية وغيرها يجعلنا نتحفظ على فكرة التواصل مع تلك القائمة إذا بقيت مستمرة والشعب المصرى لن يقبل بتزوير إرادته، وأعتقد أنها قائمة غير متماسكة، خاصة بعد خروج شخصيات عامة كثيرة منها.
■ ما رأيك فى أداء مؤسسات الدولة بعد ثورة 30 يونيو ؟
- الرئيس تحمل مسئوليته بشكل واضح فيما يتصل بملفات العلاقات الخارجية وأعاد التوازن إليها مرة أخرى ولم نعد نعلق أمور الدولة وقراراتها بالولايات المتحدة دون غيرها، وهذا هدف استراتيجى لاستقلال القرار الوطنى والقدرة على إحباط المخطط الخاص بتفتيت الأمة العربية من استهداف مصر وأشيد بمحاولاته لإحياء نهضة الأمة العربية لأنه يعد جزءاً مهماً من نهضة مصر.
وفى الداخل استطاعت الدولة خلال العام الماضى أن تعمل على تسكين الأوضاع أكثر منها اتخاذ إجراءات حاسمة لأن لدينا فى مصر مخاطرة كبيرة فى أن تستمر أوضاع الاستقطاب الحاد على أساس أن هناك طبقة أثرت ثراء فاحشاً على حساب الغالبية من الشعب المصرى، فاسترداد التوازن الاجتماعى والعدالة الاجتماعية مشوار تقطع فيه الدولة بمهل ولم تتخذ فيه إجراءات حاسمة ولا رادعة فى مواجهة الفساد.