متخصصون: "ضلمة النيل" تسهم فى زيادة الحوادث وقلل فرص الإنقاذ
أكد متخصصون فى الإنقاذ أن الظلام على طول مجرى النهر يساهم فى زيادة فرص وقوع حوادث المراكب النيلية، ويقلل من فرص إنقاذ الركاب، وهو ما أدى لتكرار حوادث الغرق، وآخرها مركب الوراق، خصوصاً عندما تُقل المراكب الصغيرة عشرات المواطنين. وقال محمد جرين، الذى شارك أكثر من مرة فى إنقاذ مواطنين على ظهر مركب كاد أن يغرق نتيجة ظلام مجرى النهر، إن الجزء القريب من وراق العرب أمام موقع الحادث معتم تماماً، وهناك مناطق أخرى عديدة على هذا الحال، حيث تسير المراكب فى الظلام، معتمدة على إضاءة خافتة، لا تمنع وقوع الحوادث.
وأضاف «جرين»: «صيادو الجُزر المنعزلة يتولون مهمة الإضاءة فى حالة غرق أى مركب نهرى، عن طريق كشافات دائماً ما تكون بحوزتهم، خصوصاً أن كافة الحوادث تحدث مساء وليس بالنهار، لذا نساعد كأهالى، ومعنا الصيادون فى انتشال المراكب الغارقة، فضلاً عن الضرر الناتج عن غياب نقاط ارتكاز المسطحات المائية وتوفيرها سبل الإنارة للصنادل الحاملة للبضائع».
وتساءل «حنفى التمساح» الذى أنهى وصلته الغنائية داخل سرادق أحد الأفراح الشعبية: «هو ليه نيلنا، اللى هو شريان حياة، مضلم دايماً، ومفيش وسائل لإضاءة المجرى ليه؟ كل يوم أقصد منزلى الذى يتوسط جزيرة الوراق، عن طريق عبور مسطح مائى مظلم على ظهر عبارة نيلية، فاضت من فرط البشر على سطحها، لذلك ننطق الشهادة والمعوذتين، ونتمتم بما تيسر من القرآن حتى لحظة الوصول». ضعف الإنارة لم يكن وحده وراء حادث التصادم الأخير الذى أودى بحياة العشرات من أهالى جزيرة الوراق، بحسب عم «حنفى»، قائلاً: «على مدار 40 عاماً، كان هذا هو الحال، ضعف الإنارة كان أيضاً سبباً فى صعوبة انتشال جثامين بعض الضحايا والغرقى حتى مطلع النهار». أضاف «حنفى»: «ابن عمى اختفى فى الحادثة، ومش عارفين ينتشلوا جثته، عليه العوض ومنه العوض». من جانبه، قال مصدر مسئول بغرفة عمليات شرطة المسطحات المائية إنهم خصصوا فرقاً للتمركز فى نقاط تفتيش داخل النهر، علاوة على نشر «شمندورة إضاءة»، وهى مراكب صغيرة تحمل أدوات للإضاءة، فى أماكن متفرقة، للتغلب على مشكلات الظلام على السطح، تعمل عن طريق الطاقة الشمسية، علاوة على تحديد مسارات معينة للمراكب، لافتاً إلى أن صعوبة الرؤية فى عمق النيل ترجع لطبيعة أى نهر فى العالم، وليس نهر النيل وحده، فهى مياه معتمة فى عمق 50 سم، ما يزيد من صعوبة عمليات الإنقاذ.