الفنانون فى وداع صاحب "عيون لا تنام": قيمة فنية وإنسانية لا تعوض
حالة من الحزن سادت الوسط الفنى عقب إعلان وفاة المخرج الكبير رأفت الميهى، خاصة مع القيمة الفنية التى يمثلها، كأحد أبرز مؤلفى ومخرجى السينما المصرية، إضافة إلى دوره الأكاديمى، سواء بالتدريس فى المعهد العالى للسينما، أو بتأسيس أكاديمية رأفت الميهى لعلوم السينما، وفى هذه السطور يتحدث عدد من تلامذة «الميهى» فى لمسة وفاء أخيرة بعد الرحيل.
الفنان ماجد المصرى، الذى تعاون مع المخرج الراحل فى فيلمين هما «تفاحة» و«ست الستات»، قال: رأفت الميهى فنان من طراز خاص يصعب تكراره أو تعويضه، مخرج وسيناريست ومنتج على قدر عالٍ من التميز، وعلى المستوى الإنسانى نموذج للرقى والاحترام، تعرفت عليه عقب عرض فيلم «سارق الفرح»، ووجدته يتعامل معى ببساطة شديدة أدهشتنى، وهو القامة الكبيرة فى السينما، حتى طلبنى للتعاون معه فى فيلم «تفاحة»، وكنت أقوم بتصوير فيلم «قشر البندق» مع النجم الكبير محمود يس، وبمجرد أن أخبرته أننى بصدد التعاون مع رأفت الميهى، قال لى بالنص: «يا سعدك يا هناك، اللى بيشتغل مع الميهى حظه حلو»، وبالفعل كان فيلم «تفاحة» هو فاتحة الخير بالنسبة لى، وكان بوابتى لقلوب الجماهير، ثم تكررت التجربة مرة أخرى فى فيلم «ست الستات».
وأضاف «المصرى»: «كان الميهى يتعامل كمخرج مع ممثليه بشكل نادر، ويوجههم بحرص شديد وبدقة، وأعتقد أن كل ممثل تعاون معه ظهر بشكل مميز وغير معتاد». أما الفنانة إلهام شاهين فتتحدث عن الراحل قائلة: لم يسعدنى الحظ بالتعاون معه كمخرج أو سيناريست، ولكنى رأيت منه وجهاً آخر وهو «المنتج»، حيث تحمس لإنتاج فيلم «يا دنيا يا غرامى» فى منتصف التسعينات، لمخرج جديد وقتها هو مجدى أحمد على، وقد كان لديه بُعد نظر، عندما ينتج فيلماً لمخرج آخر خاصة عندما تكون التجربة الأولى له، وقد حصد الفيلم العديد من الجوائز بشكل أكد نظرة «الميهى» وصدق حدسه تجاه الآخرين. وأضافت «إلهام»: «رأفت الميهى منح حياته كلها للسينما، ولم يبخل عليها بوقته أو بفكره أو حتى بماله الذى ربحه من العمل بها، ولكنه فى الفترة الأخيرة أصابه الاكتئاب نتيجة قلة العمل، وأيضاً عانى من عدم اهتمام بعض الفنانين».
وقال الناقد طارق الشناوى: «الميهى لم يكن مجرد مخرج أو كاتب عادى، إنما كان مخرجاً وكاتباً استثنائياً، حيث استطاع أن يحجز لنفسه مكانة كبيرة فى عالم السينما المصرية والعربية، بفضل أعماله التى ما زالت عالقة فى أذهان الجميع». وتابع «الشناوى»: حقق «الميهى» ما لم يحققه عدد كبير من المخرجين والمؤلفين، حيث إنه جمع بين النجاح الجماهيرى وإشادة النقاد، وتحقق ذلك فى أكثر من عمل مثل «سيداتى آنساتى» و«الأفوكاتو» و«السادة الرجال»، كما أن الراحل كان صاحب عمل من أهم أعمال السينما المصرية هو «للحب قصة أخيرة»، الذى ترك أثراً فى نفوس وأذهان كل من شاهده، إضافة إلى ذلك فالراحل كان أفضل من قدم «الفانتازيا» فى الأفلام السينمائية فالراحل كان له فضل كبير علىّ، حيث لا أنسى الفترة التى كان يدرس لنا فيها فى معهد السينما وكان له أسلوب فريد فى إلقاء المعلومات.
أما المخرج مجدى أحمد على فنعى الراحل قائلاً: لا أنسى مشاركتى معه فى فيلم «يا دنيا يا غرامى» الذى عرض خلال منتصف تسعينات القرن الماضى، وبفضل إنتاجه للعمل حاز الفيلم على عدد كبير من الجوائز، وكان من الصعب والنادر أن تجد مخرجاً يتحمس لمخرج آخر بهذه السهولة، ولكن «الميهى» كان يملك ذائقة مختلفة ووجهة نظر مميزة. وأضاف «مجدى»: الراحل كانت له بصمة واضحة فى أفلام «الفانتازيا»، كان زعيماً لتلك الفئة من الأفلام فلا أحد ينسى أعماله الخالدة كـ«غروب وشروق» و«أين عقلى»، كما أنه كان صاحب الفضل الأول فى إبراز اسم الفنان العبقرى أحمد زكى فى فيلم «عيون لا تنام».